أوضح رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي إثر انتهائه من الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب أن شروط تيار المستقبل للمشاركة في الحكومة ليست تعجيزية. وعلل ذلك بقوله "إن هذه الشروط معروفة من قبل، والفريق الآخر يطلب عكس هذه الشروط، ومن هنا رأيت أن الحالة الوسطية هي الحل". وتابع "لا ألتزم خطياً، لأنه في 2005 التزمت شخصياً ولم ألتزم خطياً ونفذت ما التزمت به، وأنا اليوم لا يمكن أن التزم لا مع هذا الطرف ولا مع الطرف الآخر".

وقال ميقاتي إنه استمع إلى آراء النواب "ويمكن القول إن آراءهم أعطتني زخماً كبيراً من أجل السرعة في التأليف، وبدا لي أن القواسم المشتركة بين الجميع هي كثيرة، وهي قواسم إيجابية". وأضاف ميقاتي "اليوم سأزور الرئيس ميشال سليمان وأُطلعه على الاستشارات آملاً أن أُوفّق بالتعاون معه في تشكيل الحكومة". ولفت إلى أن "شكل الحكومة كلّها معروف، فالحكومة يجب أن تضم شرائح هذا المجتمع، وسأسعى إلى إشراك الجميع وأتمنى ألا تكون هناك مقاطعة مسبقة لها".

في هذا الوقت قالت مصادر موثوقة في تيار المستقبل إنها تعرف أن ميقاتي لا يمكن أن يتجاهل شروط التيار المعلنة ومن ثم التورط بمكالب الطرف الآخر بشأن المحكمة. وأضافت بأن لا أحد يحسد الرجل على موقفه على الرغم من أننا مستاؤون من ما أقدم عليه وإعطاء حزب الله فرصة الانقلاب على الدولة.

وفي هذا السياق أوضح عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش "حتى الآن لن نشارك في الحكومة، وسنستمر بتحركاتنا الديموقراطية التي يكفلها الدستور". وكانت بورصة المرشحين لتولي حقائب وزراية قد فتحت الأبواب على مصراعيها ما حدا بمصادر مقربة من ميقاتي إلى نفي أي بحث بالحقائب وتوزيعها ريثما يتم تذليل العقبات الرئيسية أمام التأليف وبالأخص موضوع مشاركة تيار المستقبل والأكثرية.

وفي سياق متصل علمت "الوطن" أن قادة 14 آذار سيعقدون اجتماعا طارئا للتداول بما سيكون عليه الموقف النهائي من حكومة ميقاتي. وقالت مصادر مسؤولة إن أي قرار نهائي لم يتخذ حتى الآن بانتظار ما سيقدم عليه ميقاتي وما إذا كان سيلتزم الثوابت اللبنانية الوطنية.