اعترف مدير مكافحة المخدرات في منطقة جازان العقيد سعود بن راشد العصيمي بأن ندرة الحصول على القات بسبب الرقابة المشددة على المهربين, دفعت مروجي المخدرات إلى تنفيذ هجرة عكسية بغزو شباب المنطقة ببدائل السموم من الكبتاجون والحشيش.

وقال العصيمي في حوار لـ "الوطن"، إن المروجين لجؤوا إلى استغلال العنصر النسائي من المخالفات لنظام الإقامة والعمل للتمويه على رجال الأمن مقابل مبالغ مالية،, فيما تقل النسبة في أوساط النساء السعوديات اللاتي ضبطن أثناء مرافقتهن لأزواجهن أو إخوانهن دون علمهن بما تحويه المركبات التي تقلهن, وتم إخلاء سبيلهن. وكشف العصيمي عن رصد تواطؤ من قبل بعض موظفي مكاتب تأجير السيارات بدلالة أن الكثير من السيارات المستخدمة في ترويج وتهريب المخدرات تكون مستأجرة أو مسروقة وفي كلتا الحالتين يتم التوصل إلى الجناة, لافتا إلى أن رجال المكافحة سيبقون الأخطر والأشرس في مواجهة المروجين من خلال تسيير فرق ميدانية سرية لتغطية جميع المواقع المشبوهة، وتكثيف عمل المصادر السرية بطريقة عمل احترافية.




أكد مدير مكافحة المخدرات في منطقة جازان العقيد سعود بن راشد العصيمي أن ارتفاع أسعار القات وندرة الحصول عليه, دفع مروجي المخدرات إلى تحويل سمومهم عبر هجرة عكسية من المناطق لاستهداف شباب المنطقة بتوفير بدائل السموم.

وقال العصيمي في حوار لـ "الوطن", إن تفشي المخدرات في جازان بات أمرا مقلقا خاصة حبوب الكبتاجون والحشيش بعد أن تمت السيطرة إلى حد كبير على ترويج القات وتهريبه, نظرا للرقابة المشددة التي تفرضها الإدارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة, مشيرا إلى أن سهولة ترويج المخدرات وإخفائها وعدم تعرضها للتلف مقارنة بالقات ساهم في توجه تجار المخدرات إلى المنطقة.

إنجازات أمنية

وأوضح العصيمي أن مكافحة المخدرات في المنطقة باشرت خلال العام المنصرم 8474 قضية وألقت القبض على 9291 شخصا من مختلف الجنسيات, في حين بلغت كميات القات المضبوطة 376,469 طنا و5.7 أطنان من الحشيش, و90 ألف حبة كبتاجون، وكلجم واحد فقط من الهيروين النقي, مضيفا أن مروجي السموم لجؤوا إلى استغلال العنصر النسائي من المقيمات بطريقة غير نظامية لتمرير سمومهم من وإلى منطقة جازان مقابل مبالغ مالية, فيما تقل النسبة في أوساط النساء السعوديات اللاتي ضبطن أثناء مرافقتهن لأزواجهن أو إخوانهن دون علمهن بما تحويه المركبات التي تقلهن, وتم إخلاء سبيلهن بعد أن كشفت التحقيقات استغلالهن للتمويه على رجال الأمن, كما أن المنطقة لم تسجل أي حالة ترويج مخدرات لعناصر نسائية سعودية خلال العام المنصرم.

تمرير المعلومات

وبين العصيمي أن المملكة تعد من أوائل الدول التي استشعرت أهمية مكافحة المخدرات من مناطق زراعتها، أو عبورها, كما أنها واكبت دول العالم انتشارا في الخارج عبر 20 مكتبا في دول الإنتاج أو دول العبور لتمرير المعلومات للداخل أو للأجهزة الأمنية في الخارج, مضيفا "لدينا مصادر في الداخل يعملون على مدار الساعة لمتابعة كل ما من شأنه المساعدة في الوصول للمهرب أو المروج، أما ما يتعلق بالبلاغات الواردة من أمهات أو زوجات المتعاطين فيتم التعامل معها وفقا لضوابط تنظيمية معمول بها".

وطالب الأسر بسرعة التواصل مع جهاز مكافحة المخدرات سواء كان من الأب أو الأم أو الزوجة وعدم التأخر في طلب المساعدة وفي المراحل الأولية للتعاطي, كون العلاج المبكر فعالا وضروريا جدا عكسه في المراحل المتقدمة, مشيرا إلى أن الكثير من السيارات المستخدمة في ترويج وتهريب المخدرات تكون مستأجرة أو مسروقة وفي كلتا الحالتين يتم التوصل إلى الجناة غالبا، وتم ضبط حالات كثيرة ممن يقوم بالإبلاغ أن سيارته مسروقة قبل عملية التهريب بيوم أوساعات قليلة.

تواطؤ مكشوف

وحذر مدير مكافحة المخدرات في جازان المواطنين من مغبة عدم الإبلاغ حال فقدان الهوية الوطنية أو رخصة القيادة، نظرا لاستغلالها من العصابات لاستئجار السيارات لغرض التهريب أو الترويج وبالتالي الوقوع في دائرة المسؤولية, داعيا الجهات المختصة بعمل ضوابط دقيقة ومحكمة لعملية تأجير السيارات لوجود تواطؤ من موظفي بعض مكاتب التأجير.

وشدد العصيمي على أن الجهود مستمرة في عملية التوعية سواء كان من مكافحة المخدرات، أو الجهات المعنية الأخرى، إذ توجد في المنطقة جميعة خاصة للتوعية بأضرار القات يرأسها رئيس المحكمة الجزئية الشيخ علي بن شيبان العامري وتقوم بدور فاعل رغم الشح المادي لها, وهو ما يتطلب تفاعل رجال الأعمال للمبادرة في دعم الجمعية حتى تقوم بواجباتها, في الوقت الذي بدأ المجتمع الجازاني يتذمر من مادة القات وأضرارها من خلال الندوات وأحاديث المجالس والمنتديات الإلكترونية, ومطالبتهم المستمرة بتشديد العقوبات, تقابلها أصوات بسيطة تطالب بالعكس, كما يجري الإعداد لخطة استراتجية تنفذ قريبا للتوعية بأضرار المخدرات في المنطقة, وتوعية الأسر إلى أن الحبوب المخدرة والحشيش بدأت تظهر في المنطقة ويتزايد عليها الطلب, مما يتوجب التفريق بين كل مخدر وآخر فالمخدرات خطرة جـدا وكل مادة لها درجتها من الخطورة, فالحشيش والحبوب تؤدي إلى الهلوسة والجنون لإتلافها للأعصاب وفي مراحل تؤدي إلى الرغبة في الانتحار أو القتل، وكـثير من القضايا سـواء الجنائـية أو المرورية لها علاقة باستخدام المخدرات.

تكتل للمواجهة

وأضاف العصيمي " بناء على توجيه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر سنعمل على إيجاد تكتل قوي بين مكافحة المخدرات وجامعة جازان وإدارة التعليم بقسميها لإعداد برامج توعوية فاعلة, يقابلها أن أي عميلة للقبض على المروجين تتم بعد وضع خطة ميدانية من قبل رجال مكافحة المخدرات المدربين والذين يمتلكون عزيمة قوية، وسنبقى نحن الأخطر والأشرس على جميع المروجين", معلنا عن مباشرة 3 قضايا بلغ مجموع كمياتها 50 ألف حبة كبتاجون قادمة من الداخل، وتم ضبط جميع أطرافها من مهربين ومستقبلين, والعمل على إحداث فروع جديدة لمكافحة المخدرات في جميع المحافظات والمراكز على مراحل, وتسيير فرق ميدانية سرية لتغطية جميع المواقع المشبوهة وتكثيف عمل المصادر السرية بطريقة عمل احترافية.

مصادرة السيارات

واختتم العصيمي حديثه إلى أن إدارته قامت ببيع أكثر من 500 مركبة مصادرة وغيرها, وفقا للمادة 181 من نظام المرور وذلك بعد مضي 3 أشهر وخشية تعرضها للتلف وحفاظا على ممتلكات السجين بعد صدور الحكم بمصادرتها, ويتم إيداع قيمتها في الحساب الخاص بمثل هذه الحالات، وإذا لم يصدر الحكم بمصادرتها فيسلم شيك بقيمتها لصاحبها وذلك وفق ضوابط محكمة، حيث لا تباع أي سيارة بأقل من قيمتها في السوق, بإشراف لجنة مشكلة من بعض الجهات الحكومية ومشاركة شيخ معارض السيارات.