كواكب الإعلام في الفضائيات السعودية الخاصة والخليجية هم سعوديون، نعم هذا زمن الإعلام السعودي، ليس عبر الممولين والمستثمرين فقط، بل بنجوم الشاشة، ومن هؤلاء النجوم الصاعد بقوة المذيع تركي العجمة، مقدم برنامج كورة بروتانا خليجية.

كنا وما زلنا نراهن على النجم المذيع بتال القوس في التقديم الرياضي في الاحترافية حتى ظهر تركي، فهو بكل حيادية مذيع متمكن، وذو فطنة ومهنية يسيطر عليها الهدوء والتهذيب الشديد، ويغلفها بابتسامة تلطف دوماً حراك الأستديو المثير.

مشكلة تركي وغيره ليست فيهم، بل في الوسط الرياضي والمنطق السرمدي (الجمهور عاوز كده) فأغلب ضيوف البرامج الرياضية هم مشجعون لا أكثر، لا يقرؤون في مجالهم على الأقل، ولا يقرؤون حتى لبعضهم، فبرامجهم لا تريد مثقفا رياضيا ينتقد بلغة واعية وذا خلفية ثقافية كالأستاذ علي الشريف ومحمود تراوري وغيرهما، فلا الجمهور سينصت، ولا هؤلاء يودون الظهور في وسط لا يتعصب فقط، إنما يحب من يذكي هذا التعصب كل لحظة، في وجود سقف عال جداً للرياضة، فمثلاً لواقع لا حصر للأمثال فيه، كنت لا أحسد تركي العجمة في إحدى حلقات برنامجه وهو يضحك على رأي ضيفه الصحفي تركي السهلي الذي يقول: "إن لاعب الأهلي فيكتور لاعب لا يملك إلا الجل في شعره والوشم ولا يجيد أكثر من الحبو.." المضحك بالفعل أن هذا اللاعب هداف ناديه الأهلي، وأنجح صفقاته، ولا يحبو ألا بعد تسجيل الأهداف كحركة تعبيرية للفرح، المضحك جداً أن اليوم التالي سجل فيكتور ثلاثة أهداف بمرمى نادي التعاون ليس ليرد على تركي طبعاً إنما ليحبو وعل تركي يفهم لماذا هو يحبو؟!

المثير للشفقة هو مداخلة تركي للبرنامج بعد تهديف فيكتور، مع هذه النماذج من الضيوف لا يعي المشاهد المتعصب تفوق أمثال تركي العجمة، بقي أن أقول إن المتميز الوحيد في برنامج كورة تركي العجمة فقط، فالتقارير المصاحبة للحلقات تذاع بأصوات صاخبة ذات طابع نشيدي تذكرك بالإذاعة المدرسية، وكذلك الأستديو لا يختلف كثيراً عن أستديو اتجاهات بذات القناة للمذيعة نادين البدير على مستوى الألوان والإخراج.

برنامج كورة يقدمه مذيع متمكن في أستديو "لك عليه" من ضيوف وديكور!