اليوم يصلي المسلمون في السعودية علي رجل يحمل ملامحهم، أحبوه وأحبهم. احتواهم بابتسامته، وكان في عز أزماتهم يريحهم بتلك الابتسامة. سلطان حالة فريدة من العطاء، ذلك العطاء الذي بدأ منذ نعومة أظافره عندما كان السعوديون جميعهم يعانون من فقر مدقع، كان سلطان طفلا يوزع ما تملكه والدته من حطام الدنيا على أصدقائه، هو كريم من ضيق وكريم من سعة.
هو صاحب نفس معطاءة لا تعرف المنة أوالرياء، كان سلطان أباً لجميع من عرفوه، وسندا وظهرا في أحلك الأوقات، هو مزيج غريب من الهيبة من غير عنف وسرعة البديهة من غيرعجلة، والدهاء السياسي من غير خبث، ويتمتع بموهبة عجيبة في احتواء الرجال وكسب الأعداء.
يفقد السعوديون أحد أبناء عبدالعزيز الذين حافظوا على وطنهم وعمروه. ويفقد آل سعود رجلا عظيماً كانت العائلة تركن إليه وقت الأزمات، أذهب اليوم وأنا أسترجع ذلك المنظر عندما ألقى طفل قصيدة في مناسبة على شرف سلطان كنت أحد حضورها، فضحك وشجعه ثم أعطاه ساعته. آلاف المواقف يتذكرها الملايين، رحمك الله أبا خالد ليتنا، أعطيناك من أعمارنا وبقيت. ولكنه أمر الله ولا راد لأمره، مضيت إلى ربك وأعلن السعوديون حبهم لك، والسعوديون لا يؤلهون ملوكهم بل يودونهم ويحبونهم، شعب لا يعرف النفاق وأنعم به من شعب.