قلت قبل سنوات إن الحكاية مع المنجمين العرب تنطلق من باب التسلية.. وأحياناً: "تبوح بما أعتبره نوعاً من الأمنيات الدفينة.. وأحياناً أشعر بأنها توجه إشارات تحذير"!

خلال الفترة الماضية تحدث كثيرون عن خيبة المنجمين العرب وانكشاف أكاذيبهم وأراجيفهم!

ولا غرابة، فقد شكّل عام 2011 خيبة أمل كبرى لهؤلاء.. أتذكر في أول يوم من هذا العام قلت هنا إنهم يعيدون "السالفة" كل عام مع تغيير في الأسماء دون أن يتغير شيء.. وباستطاعة أي هاو أو غاو للشهرة أن يركب ذات القطار.. ولن يحاسبه أحد إن لم تتحقق توقعاته.. فمحمود عباس لم يمت.. وحسن نصر الله لم يتم اغتياله.. ولم تحدث زلازل في أفريقيا.. وصباح ما تزال حية ترزق!

لكنني لم أتوقع أن هذا العام بالذات سيشهد ما يؤكد كلامي.. الشارني التونسي أحد أشهر المنجمين في العالم، لم يستطع أن يتنبأ بـ1% مما حدث في سيدي بوزيد وامتد لباقي المدن التونسية.. بل ولم يعط أي إشارة مهما كانت غامضة إلى سقوط نظام بن علي.. وعلى ذات الخطا ماجي فرح وحايك وبقية شلة الأنس، لم يتنبأ أي أحد منهم بأي شيء يذكر من كل ما جرى حولنا.. سقطت حكومات وانهارت أنظمة ديكتاتورية وشمولية.. وتشتت رؤساء منهم من قُتل ومن هَرب ومن سُجن ومن أصيب ومن لا يزال يقاوم.. ولم يستطع أي منجم عربي أن يقدم إشارة بسيطة أو حتى إيماءة لما حدث!

ما الذي أريد قوله؟!

سنة 2011 التي أسقطت أنظمة ديكتاتورية، لم يكن أحد يتوقع زوالها، هل تسقط هؤلاء المنجمين من اهتمامات وحسابات الإعلام العربي.. إننا سنجد القنوات العربية ـ وتلك المحسوبة علينا ـ تفرش لهم السجاد الأحمر مطلع يناير 2012م؟!

ـ "وعندَهُ مَفاتحُ الغيبِ لا يَعْلَمُها إِلا هو".