إلى متى يا وطن ونحن نجامل الفاشلين على حسابك ونتلمس لهم الأعذار، وطن له من المكانة والأمجاد، مكانة لا تضاهى، ومجد يضيء سماءها.

إلى متى يا وطني ونحن نصفق لأبطال الهزيمة ونمدح ونبجل هؤلاء الذين تلاعبوا بقلوبنا وبأعصابنا وبسمعة الرياضة السعودية .

إلى متى يا وطن والحساب والعقاب لا يصل لهؤلاء المقصرين والمهملين والمفرطين في العمل من أجل وطن اسمه المملكة العربية السعودية.

انتظر الجمهور السعودي الحزين استقالة أو إقالة رؤساء الاتحادات الرياضية وإيقافات أو اعتزالات بعض اللاعبين جدياً أو حتى (شكلياً) لإرضاء الجماهير المسكينة، وبعد تفكير عميق لكيفية دفن الفضيحة توصل المسؤولون إلى لجنة (لجنة لدراسة الإخفاقات في دورة الألعاب الخليجية الأولى في البحرين).

لم أصدق في البحرين أن بلدي الكبير في المركز الأخير، وهل نحن من الدول المجهولة رياضياً، هل ينقصنا المال والرجال مع احترامي للجيران، إلا أن هذا المركز الأخير لا يليق بالمملكة العربية السعودية.

يتحمل الجميع مسؤولية هذا الإخفاق، فلم يبذلوا الجهد والعطاء المأمول ولم يشعروا المسؤولين أنهم لن يحققوا شيئاً إذا ما ذهبوا للبحرين، فيما الجيران يعملون بصمت، ونحن نسمع جعجعة وتكبراً بعيداً عن واقع المنافسة الرياضية، ولم نقتنع حتى الآن أن رياضاتنا تحتاج إلى إعادة بناء من جديد فكرياً وبدنياً.

ما حدث في البحرين نتاج لضعف وضياع المسابقات الرياضية المحلية في الألعاب المختلفة، واحتكار ناديين لكل لعبة، وأنظمة مسابقات عقيمة، وعدم فهم استخدام (منهجية صناعة بطل)، فبدلاً من الصرف على معسكرات جماعية يصرف على الإداريين والسكن والإعاشة والمواصلات أكثر مما يصرف على إعداد بطل في الألعاب الفردية أو الألعاب الجماعية، أضف إلى ذلك عدم مهنية بعض المسؤولين والمشرفين عن تلك الألعاب والاتحادات الرياضية.

لم يكن المنام في المنامة سوى نكد وقهر وحسرة على المستوى الهزيل لما وصلته الرياضة السعودية، والذي وصف أنه الأسوأ في تاريخ الرياضة السعودية، إلا أن المتابع الجيد لمشاركاتنا الخليجية والعربية والآسيوية يعرف أنها مشاركات هزيلة عموماً، يمارس فيها المسؤولون أساليب أصبحت مكشوفة لدى الجماهير السعودية التي تحترق من أجل الوطن.

تصورو أن بعض المشاركين في البطولة يرمون الإخفاق على عدم إقامة معسكرات، والتجهيزات المناسبة للمشاركة التي تحتاج إلى المال، وهذا عذر لا نسمعه إلا في منتخباتنا، حيث إن ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية لا تفي بمثل هذه المشاركات، فيا وزارة المالية التي أثق في معالي الوزير وجميع معاونيه؛ الذين هم من خيرة الرجال وبعقول متفتحة تعشق الرياضة وتؤمن أن الشباب هم مستقبل هذه الأمة، ويا أيها الرئاسة العامة لرعاية الشباب اجتمعوا وناقشوا وتوصلوا إلى حلول جذرية وسط صدق وصراحة، لا تضيعوا هذا الوطن الغالي بين الفوضى والتقصير والبيروقراطية، والله الهادي إلى سواء السبيل.