• ما حدث في مجتمعنا السعودي من تحولات خلال بضع سنين يستدعي المباهاة بالأمل والتفاؤل، فكل الذين وصفونا بأننا شعب مغلق، أسألهم أن يعودوا فقط لبعض التفاصيل، التي سأورد بعضها على سبيل المثال وليس الحصر.

• ألم يكن هذا المجتمع نفسه هو الذي يقال قبل سنوات فقط له بأن الذي يضع صحن استقبال القنوات الفضائية "الدش" فوق بيته فإنه ديّوث حرم الله عليه دخول الجنة؟ وكانت هذه الفتوى توزع في المساجد وتلصق في جدران الأسواق والبنوك والأماكن العامة، ثم ها هو المجتمع بقضّه وقضيضه لا يكاد يخلو بيتٌ من هذا الصحن، حتى بيوت أصحاب تلك المقولات التي أخرجت مثل هذه الفتوى، بل وأكثر من هذا صارت لهم قنوات منافسة ولها جماهيرها!.

• وهذا المجتمع نفسه ألم يكن قبل سنوات يقال له بأن الديمقراطية احتكام لغير ما أنزل الله وتعدٍّ على تطبيق الشريعة، ثم خلال سنوات قليلة صارت الانتخابات البلدية وحالها ومسائل التعيين والانتخاب ودخول المرأة لها، هي حديث الناس والصحافة، وأكثر من هذا صار أصحاب تلك المقولات هم أكثر الحاضرين والكاسبين لعضويات المجالس البلدية ورئاستها!

• ومنذ عهدٍ قريب كان موقع المرأة اجتماعياً لا يتجاوز نقص العقل والدين، ونقض الوضوء وقطع الصلاة، والفتنة والإغواء وصورة الشيطان، وفي غضون سنوات ها هي في مناصب قيادية، تدير أو تنوب عن وزارات وجامعات، وغرف تجارية، وفي طريقها لتكون بمجلس الشورى والمجالس البلدية، وغير ذلك، وصار المجتمع نفسه يباهي بسيدات مثل حياة سندي وغادة المطيري وثريا العريض.. الخ، ويتحدث عن قلة إنصافهن.

• وقبل سنوات كان الشباب السعودي يُتهم في وعيه، وأنهم عرضة للغزو والتغريب، وأن جامعة كاوست وبرامج الابتعاث إلى الخارج، وفضاء القنوات والإنترنت تأخذهم من دينهم ووطنيتهم، لكن ها هم اليوم يملؤون اليوتيوب والفيس بوك وتويتر بخطابات وجدل وآمال وطنية مدهشة، وزوار صفحاتهم بمئات الآلاف، ولا أظن سعودياً ممن يستخدم الإنترنت لم يتابع شيئاً من حلقات "التاسعة إلا ربع" أو "على الطاير" و "اش اللي".. الخ، وبالمناسبة هؤلاء الشباب كلهم في العشرينات إلى الثلاثينات.

http://www.youtube.com/watch?v=k4G4WDZhwa0

• كل هذا وغيره الكثير الكثير حدث في غضون سنوات أكثرها لا يتجاوز العشر، فلا تقولوا بأن هذا المجتمع مقفل ومتأخر، احموا خطواته فقط بالقرارات والنظام!