على قدر أهل الوعي تأتي العزائم، هذا ما يجب قوله للتلفزيون السعودي الآن، كان تلفزيوننا في الدراما السعودية بيئة جاذبة في قرابة عقدين مضيا، وجميع نجوم الفضائيات السعوديين الذين تتهافت على حضورهم القنوات والمعلنون خرجوا من هذا البيت، لم يكن في إبداعات القصبي والسدحان والعيسى ومن قبلهم العباقرة العلي والشدي ـ رحمهما الله ـ غير إرث بديع في أدوات ذلك الوقت من إنتاج وسيناريو وإخراج نستطيع أن نقول: إنهم قدموا أعمالا خرجت بحب واحترافية، ولا يبقى من كل عمل حقيقي غير الحقيقة ذاتها.

اليوم الأدوات متاحة، وضاع مؤشر البوصلة والقبض على المشاهد والمعلن كالقبض على الجمر والماء معاً، ليس من المطلوب في ظل تغير الزمن والمعطيات استعادة من ذهب واستقبال من أتى ممن لم يجد حيز الاستمرار في قنوات أكثر متابعة، المطلوب صناعة نجوم جدد والرهان فقط عليهم. في رمضان المنصرم لم يحالف النجاح الباهر ما قدمه فايز المالكي أو حسن عسيري رغم التسهيل الإنتاجي ورغم الاعتراف بأنهما نجمان في سوق الشهرة فقط، كان نجاحاً عادياً قي تقييمه الفني بفترة عرضه الذهبية، ويدل على ذلك الصراخ الذي وصل من نجوم الفترة لبعضهم نقداً وتجريحاً، هناك تنافس لا تعلم كيف يدور، وصل لنقد التلفزيون بقسوة من فايز المالكي، لم تكن هذه الحالة تظهر في جيل سبق، كان هناك عمل على سبيل المثال هو (مباشر ولكن) لم يأخذ نصيبه من النجاح يظهر من هزاله الإنتاجي والإخراجي رغم جمال الفكرة وأداء ممثليه الواعدين، إن التلفزيون السعودي تخلى عن مهمته التي جعلتنا ليومنا الراهن نعض أصابع الزمن في ليلة هروب.

إن التفاتة من التلفزيون للمواهب الواعدة، واليوتيوب يضج بهم، ومثل فريق (مباشر ولكن) هو الحل، مع هيكلة جديدة تنسف بيروقراطية العمل التلفزيوني بإيجاد فريق مهمته التنقيب والاختيار للعيون الإخراجية وتقييم السيناريوهات بحرفية ودعم الأسماء الإنتاجية التي تريد فرصة، وبدء الخطوة الأولى من الآن، إذ يحق لنا أن نسأل عن منهجية لجنة الرقابة للأعمال الدرامية على ماذا تعتمد في إجازة الأعمال أمام هذا الهزال الواضح أو سنصدق ظنوننا أن المرجعية سمك لبن تمر هندي!