حينما سألت وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة قبل سنتين عن مدى رحابة صدره بالانتقادات التي توجه لوزارته؛ قال لي أكتب ما تريد وابدأ بمكتبي أنا!
تلك الكلمات هي المدخل المناسب لي دائما حينما أريد انتقاد الوزارة الأم.. سأتحدث معكم معالي الوزير اليوم عن القناة الرياضية السعودية.. هذه القناة حينما انطلقت، انطلق معها كثير من الآمال أننا سنجد قناة رياضية تواكب مستوى الدوري السعودي.. قناة تكون عند مستوى تطلعات الجمهور الرياضي في المملكة.. كنت أتابع منعطفات القناة.. وعند المنعطف المهم استرعى انتباهي أن أغلب مداخلات المتصلين كانت تذهب للمديح والثناء على الوزارة التي قدمت لنا هذا القناة.. أتذكر ذلك جيداً.. أدركت حينها أن القناة دخلت نفقا مظلما.
كان الجميع يثني عليها لكنه حينما يعود لمنزله يدير الريموت كونترول على قناة الجزيرة الرياضية.. ترك الناس القناة.. لكنهم عادوا إليها مرغمين خلال الفترة الماضية فما الذي وجدوه؟! كانت مباراة منتخبنا أمام تايلند هي القشة التي قصمت ظهر القناة.. لا عاقل أبدا سيقتنع بوجود خلل ما، أو اجتهادات خاطئة رافقت النقل التلفزيوني، أو سوء حظ أو خلافه. الحكاية تراكمية.. أخطاء متراكمة على مدى طويل ظهرت أثناء المباراة دفعةً واحدة.
الذي حدث في المباراة أمر لا يقبله أي إنسان.. خلل أثناء التعليق.. خلل أثناء التحليل في الأستوديو.. خلل أثناء نقل المباراة.. أدركت أن القناة بحاجة لغربلة شاملة، وبحاجة لالتفاتة من الوزير خوجة ونائبه المشرف العام على القناة الأمير تركي بن سلطان، وأن القناة بحاجة لتغيير شامل لكل طواقمها، نحن لا نريد تحقيق معجزة معالي الوزير.. الجمهور الرياضي في السعودية لا يريد سوى شيء واحد لا غير، يريد استنساخ (الجزيرة الرياضية) وتقديمها لنا، لا نريد أكثر من ذلك، نريد أستوديوهاتها وكاميراتها ومخرجيها ومعلقيها ومراقبيها ومراسليها.
معالي الوزير: السعوديون يستحقون أفضل من هذه القناة التعيسة.. وليس لديكم "عذر" كي تحققوا تطلعاتهم.. أرجوك افعل شيئا من أجلهم.