قبل ستة أشهر بدأ العمل في إنشاء أكبر علم في المملكة، والفكرة بدأها محمد اليامي والمهندس ماجد الشهري، وبدآ بالعمل على تنفيذها بعد دراسة جادة حول ذلك، وبمرور الوقت وبالمزيد من الجهد والعمل أصبح العلم السعودي واقعا، وأصبحت النتيجة أكبر علم أخضر طوله 300 متر في ارتفاع 150 مترا، ومساحته 45 ألف متر مربع.

عن ولادة الفكرة يقول محمد اليامي "بدأنا العمل على تنفيذ العلم منذ فترة قليلة لم تتجاوز الستة أشهر، وقد استعنا بعدد من دهانات البلاستيك، الحاصلة على شهادة الأيزو العالمية، لأنها غير ضارة بالبيئة".

وأضاف "بدأنا أنا وزميلي ماجد أولا برسم كروكي للعلم بالمكتب، ثم نقلنا الرسم إلى الموقع عن طريق إشارات وخيوط، واستخدمنا الجبس لتحديد مواقع حروف كلمات الشهادة، ومن ثم بدأنا برش الدهانات بعد التخطيط، وبالتعاون مع عمالة وبوجودنا معهم وتوجيهنا لهم يوميا".

وأشار اليامي إلى أنهما حرصا على أن تكون الدهانات المستخدمة في رسم العلم هي نفسها المستخدمة في الدهانات الخارجية للمنازل، وذلك حتى لا تؤثر عليها العوامل الجوية وتبقى ألوانها ثابتة".

وقال المهندس ماجد الشهري "طول العلم 300 في ارتفاع 150 ومساحته 45 ألف متر مربع، وهو يعتبر أكبر علم في العالم وكذلك لأول مرة يرسم على الصخور، يليه علم أقمته سابقا في ظهران الجنوب، وقد كانت هذه مقومات دخوله موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية لعام 2011".

وعن سبب اختيار جبل نهران لرسم العلم قال "هو اختيار أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، ويطلق عليه الآن اسم جبل الكوثر، فقد صممنا الفكرة وأمر بتنفيذها أمير المنطقة، كذلك لأن جبل نهران تتوفر فيه المساحة المطلوبة للعلم، حيث مساحة هذا الجبل واسعة، وتخدمنا في سهولة الإنشاء".

وأضاف أن الفكرة تقوم على رسم العلم على الطبيعة، ولا نغير في ملامح البيئة، ولا ملامح الجبل، وهذا الموقع ليس فيه مجال للسيول والأشجار فيه قليلة، وهو يطل على كافة أنحاء أبها.

وعن الصعوبات التي واجهاها في العمل قال اليامي "الجو البارد، وارتفاع الموقع، فالتضاريس والبرد والضباب كانت من معوقات العمل". وعن انطلاق الفكرة متى بدأت قال "كنت قبل ثلاث سنوات في مدرسة، وعرضت هذه الفكرة كبداية على مدير مدرسة، على أننا ننفذها نحن والطلاب، ولم أر أي تشجيع لهذه الفكرة، ثم حاولت أن أشجع نفسي، فبدأت ارسم الفكرة على مربعات بالسنتيمتر، فنقلت السنتمتر إلى الطبيعة، فحولت السنتيمتر إلى مترات، ونجحت الفكرة، ولم يكن لدي استيعاب كم يستهلك الرسم من دهانات، ولم يكن عندي كذلك خلفية عن التكلفة المادية لها، ولكن صممت، وواصلت العمل، ونجحت الفكرة، وقد استحسن الفكرة أمير منطقة عسير، ووجه بأن أقوم برسم هذا العلم الذي نفذته سابقا في ظهران الجنوب مرة أخرى في أبها بمساحة أكبر، وكان المهندس ماجد الشهري له فكرة مشابهة، وهي رسم العلم على الصاج والشرائح، وجمعنا الفكرتين في فكرة واحدة، ونفذناها معا في عمل واحد".

وعن من سانده في إنشاء العلم بظهران الجنوب قال "لا أحد، فهذا مجهود شخصي، ورفضت أي عوائد مادية منه، أما أبها فالعمل تم على نفقة أمير المنطقة".

وأشار اليامي إلى عروض وردت إليه من عدة مناطق بالمملكة لإنشاء مثل هذا العلم، ولكنه لا يرغب في تنفيذ نفس العمل، وتوجد أفكار أخرى سوف يطبقها قريبا في مدينة نجران، وهذه الأفكار سوف تخدم السياحة.

وعن توقيت الرسم اليومي للعلم قال "كنا نبدأ العمل من الظهر حتى الرابعة عصرا، وسبب تأخرنا هو البرد، لأن عملنا كان في فصل الشتاء، ولكن استطعنا أن نكيف أنفسنا مع أجواء أبها الباردة حتى ننتهي من العلم بأسرع وقت، وفضلنا العمل في الشتاء، حتى يكون هناك فرصة لتحسين ما حول العلم وضبطه من إنارة وورود، وتجهيز الموقع للسياح في الصيف، وحتى يظهر في الصيف بشكل رائع" مشيرا إلى أن العلم سوف يحاط بسياج منعا للعبث به، وللمحافظة عليه.

وقال اليامي "خلال اليومين الماضيين زار وفد ألماني منطقة عسير، واطلع على العلم، وشاهده وانبهر من حجمه وطول السيف الذي كان 200 متر في ارتفاع 8 أمتار، وسأل الوفد عن دلالات كلمة التوحيد والسيف، وقد أعجب بالعمل.

وأشار إلى أن أكثر ما ركز عليه الوفد هو جانب البيئة، وتم التوضيح لهم أن البيئة لن تتأثر بهذه الدهانات، والذي يقرب من الموقع يلاحظ أننا لم نغير في أي شيء من الموقع".