القناة الثقافية السعودية اسمها خطأ, فالثقافة ليس لها تجنيس, خاصة في زمن عولميّ الثقافة كهذا الذي نعيش ونمشي ونتنفس فيه, وهذا المُسمّى الخاطئ, يعني أن القناة الثقافية السعودية ليست مثقّفة.

القناة الثقافية السعودية, هي كما أراها حزمة برامج ثقافية تقليديّة, انتقلت بشحمها ولحمها, من القناة السعودية الأولى إلى القناة السعودية الثقافية, فالتسطيح والأسئلة المُعادة تطال كثيرا من برامجها, والرسمية الجامدة وعدم الأريحيّة, هي نفس الرسميّة والجمود في برامج القناة السعودية الأولى, إذ تحسّ أنك تشاهد مدرّسا يشرح أمام سبّورة وبيده العصا, وإن أزاح العصا وجلس, جلس مراقباً لك بعينيه, وأنت تدعو الله ألا تفلت منك ضحكة, أو أن تتعب ساقيك فتمدّهما من تحت (الماصة) لتسترخي.

أغلب مذيعي القناة الثقافية مذيعون غير مبتكرين, لا في طريقة التحاور, ولا من حيث ابتكار زوايا جديدة للطرح, ولا حتى في تغيير الطريقة المدرسيّة في الكلام, فهم باختصار, مذيعون يقرؤون ما يكتبه فريق الإعداد لهم قبل الحلقة, وفريق الإعداد هذا, ومن خلال ما نراه من طرح, ليس فريق إعداد, ولا فريق عمل, ولا فريق أول ركن.

إن القناة الثقافية السعودية, تعيش معنا حسب التقويم الميلادي عام 2011, إلا أن المتغيرات الثقافية العولميّة والتقنية, وانفتاحية الفكر, لا يبدو أنها مرّت عليها ولو بنسمة ربيع عابرة, اذ لا يتطوّر طرحها الثقافي بما يوازي الثقافة الحديثة ومعطياتها, من تلاقح الثقافات العولمي, إلى أصغر إصبع تضغط على فأرة وتُحمّل وتقرأ كتاباً.

نحن والله لا نكره القناة الثقافية السعودية, ولا نكره من يعملون بها أو يديرونها, لكنّا نكره أن تكون واجهتنا وبوابتنا الثقافية الواحدة أمام العالم بهذا الشكل السطحي.

نريد (قناة) ثقافية حقيقية.