أكدت شركة أرامكو السعودية أمس أنها ستوفر كل الإمدادات النفطية اللازمة لعملائها بعدما تعهدت المملكة الأسبوع الماضي بتعويض أي نقص في الإمدادات من ليبيا، فيما أعلنت الشركة أنها ستبدأ في حقن ثاني أكسيد الكربون في حقل الغوار في عام 2013 ، في خطوة ستساعد المملكة للحصول على المزيد من النفط من الغوار الذي يعد أكبر حقل نفط في العالم ومن كافة حقولها القديمة مستقبلاً.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، المهندس خالد الفالح في تصريح للصحفيين أمس خلال ورشة عمل في الخبر أن شركته لبت الاحتياجات الإضافية من النفط لعملائها ويمكن التحقق من ذلك من العملاء، مضيفاً أنها مستعدة لتلبية أي زيادة في الطلب ولكنه لم يفصح عن حجم الزيادة في الإنتاج.

وقال الفالح: "لا أستطيع تقديم رقم محدد لأن الصورة تتغير باستمرار من يوم إلى آخر ولهذا فإن الأرقام يجب أن تكون في المتوسط وهي ليست جاهزة الآن." وأضاف أن الشركة استجابت فورا لكل الطلبات الإضافية من عملائها.

وجاءت تصريحات الفالح متوافقة مع تأكيدات وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي الأسبوع الماضي في الرياض بأن المملكة وباقي دول منظمة أوبك ستعمل على توفير أي نقص في الإمدادات من ليبيا.

ومنذ نوفمبر الماضي بدأت المملكة في رفع إنتاجها إلى أكثر من 300 ألف برميل فوق حصتها في أوبك لتصل إلى 8.4 ملايين برميل حتى الشهر الماضي بحسب الأرقام الصادرة من أوبك. إلا أن هناك توقعات في الصناعة بأن الإنتاج قد يصل إلى 9 ملايين برميل هذا الشهر.

من جهة أخرى أعلن مدير إدارة مركز الأبحاث المتقدمة في مركز التنقيب وهندسة البترول التابع لشركة أرامكو، المهندس سامر الأشقر أن أرامكو اقتربت من البدء في حقن ثاني أكسيد الكربون في حقل الغوار حيث انتهت الشركة من مرحلة التصاميم والدراسات وبدأت في تنفيذ المشروع.

وقال الأشقر في كلمته في ورشة العمل إن أرامكو ستبدأ المشروع من خلال حقن 40 مليون قدم مكعب من ثاني أكسيد الكربون في الغوار، وسيأتي ثاني أكسيد الكربون من معملي الغاز المجاورين في العثمانية والحوية.

وأضاف أن المشروع سيكون بمثابة تجربة للشركة خاصة وأن مشاريع حجز وحقن الكربون من المشاريع الصعبة على مستوى الصناعة النفطية ويحتاج إلى بنية تحتية مكلفة ومتطورة.

وحقل الغوار هو أكبر حقول النفط في العالم وينتج يومياً ما بين خمسة إلى ستة ملايين برميل من الزيت العربي الخفيف (ثاني أفضل خام لأرامكو) أي ما يعادل إنتاج الإمارات والكويت وقطر مجتمعة من النفط. وبالرغم من أن أرامكو لا زالت تعتمد على الغوار منذ 62 سنة لانتاج كميات ضخمة من النفط إلا أن الحقل لا يزال يحتوي على 88 مليار برميل من النفط بحسب تصريحات سابقة للنعيمي.

وحقن ثاني أكسيد الكربون هو أحد الوسائل المستخدمة لزيادة إنتاج النفط من الحقول. وتسعى المملكة إلى زيادة إنتاجها من الغاز ومن النفط من أجل مواجهة الزيادة المحتملة في الطلب المحلي والعالمي في السنوات العشرين إلى الثلاثين القادمة.

وتجري المملكة حالياً تجربة مماثلة في المنطقة المحايدة مع الكويت شمال الخفجي في حقل الوفرة إلا أنها تحقن هناك البخار الحار بدلاً من ثاني أكسيد الكربون لتسخين الزيت تحت الأرض لجعله يتدفق بصورة أكبر ويجري بسلاسة أكثر. وتعرف هذه التقنية كذلك باسم تقنية الغمر بالبخار.

ومشروع الغمر بالبخار في الوفرة هو أحد المشاريع المهمة للمملكة وهو مشروع مشترك مع الكويت. وتقوم بإدارته شركة شيفرون العربية السعودية والتي تمتلك حق تطوير النفط في المنطقة المحايدة بالنيابة عن المملكة حتى عام 2039.

وبحسب تصريحات سابقة لمسؤولي شيفرون فإن المشروع تكلف حتى الآن أكثر من مليار ريال، وقد أظهر نتائج جيدة ومشجعة على استكمال المشروع ومن ثم غمر كامل حقل الوفرة بالبخار؛ وهو ما سيساعد المملكة على زيادة الإنتاج من المنطقة المحايدة إلى أكثر من ضعف الكمية الحالية التي يتم إنتاجها هناك والبالغة نصف مليون برميل يومياً في المتوسط.

وكانت شيفرون العربية السعودية قد أوضحت أنه في حالة الانتهاء من مشروع الوفرة فإنه سيكون أكبر مشروع للغمر بالبخار في العالم.

ونقلت الوطن أول من أمس تصريحات لرئيس شيفرون العربية السعودية الدكتور أحمد العمر قال فيها: "لقد قطعنا مشوارا بعيدا في بلوغ هدف التنفيذ الكامل للغمر بالبخار في الوفرة، إذ أثبتت المشاريع المبدئية والمشروع الاختباري المصغر نجاح تطبيق هذه التقنية، ونحن الآن في الجزء الأخير من المشروع لاختباره على نطاق واسع، وهو المرحلة الأخيرة التي تسبق البدء في تنفيذ المشروع على كامل مكامن الأيوسين في حقل الوفرة".