لا يمكن لهذا أن يحدث أكثر، تخيل يا زوجي الجميل أنها المرة السابعة التي أحضر فيها حفل زواج وتقترب مني إحداهن محاولة أن تخطبني لأخيها، مللت من هذا هل تسمعني؟ المهم دعني أكمل، حين قلت لها بثقة: عذراً، أنا مرتبطة ياعزيزتي، مسكت خديها، عصرتهما وهي تصرخ مندهشة: ما شاء الله، كأنكِ ذات ثمانية عشر ربيعاً، بربكِ هل تحاولين "تصريفي" بشكل ما، جاوبتها وأنا أقف: قلت لكِ، أنا متزوجة.. هل أنت غاضب من تأخري عليك حتى الثالثة صباحاً، المهم.. أترك عبثك بالريموت وقل لي: هل أبدو فاتنة؟ هذا الفستان هو الذي طار نصف راتبك لأجل شرائه، هل تذكره؟ قلت بنفسي: لن أنسى شيئاً كهذا، طار معاشي ثمناً لقماش يشبه ستارة غرفتي حين كنت عزوبياً، ما القوة التي دفعتني لارتكاب حماقة كهذه، هل كانت تعلم أن نصف فؤادي انشطر وأنا أرى ريالاتي التي كومتها منذ بداية الشهر تطير، علي ألا "أتحلطم" أكثر، فقد تنقلب ليلتي لكابوس يمتد حتى ظهيرة اليوم التالي، ما يهمني الآن.. هو هل كان أبو عبدالملك صادقاً حين وعدني بترتيب أمور زواجي "مسياراً"، لا يبدو على سنحته أنه يحاول توريطي، ثم أي ورطة أعظم مما أنا فيه، هذا الرجل هو منقذي، قذفه الله بطريقي حتى لا أموت مقهوراً، لحظة.. لم كل هذا من هن مثل زوجتي لهن الجنة حين يصبرون على رجال مثلي، هل نظرت لنفسي بالمرآة ؟.. أنا زوج سيئ، بل أشعر أن عليها أن تتصدق بي لجمعية البر، أنا رجل بالٍ، لا أصلح لشيء.. هل أصفعني؟ لا، يكفي هذا الجلد لذاتي التعيسة، فـ.. قاطعتني يدها وهي تلكز كتفي و"تولول": "مين أبو رهف الذي يتصل بك في مثل هذا الوقت ها"!