الغرف العربية المشتركة من أشهرالمنظمات العربية المشتركة التي ساهمت في تنمية العلاقات الاقتصادية العربية الأوروبية والأميركية. أنشئت منذ حوالي أربعين عاماً، وقامت بدور بارز في تنشيط العلاقات الاقتصادية ومضاعفة الاستثمارات والتبادل التجاري المشترك، كما ساهمت في دعم وتقوية العلاقات السياسية، وذلك لما يمثلة الاقتصاد والمشاريع الاقتصادية والاستثمارية من أهمية في العلاقات السياسية، حيث يلعب الاقتصاد دوراً بارزاً وأساسياً في العلاقات السياسية وفي تحديد المواقف السياسية في بعض الأحيان، وتعد الغرف التجارية المشتركة إحدى المنظمات المنبثقة من جامعة الدول العربية التي تحرص على دعمها ومساندتها، وترأس مجلس إدارة الغرف العربية المشتركة إحدى الشخصيات السياسية الاقتصادية المتقاعدة أو إحدى شخصيات القطاع الخاص في الدول المستضيفة للغرف المشتركة، ويرأس الجهاز التنفيذي أمين عام عربي يختاره الجانب العربي في مجلس إدارة الغرف المشتركة، يرشحه اتحاد الغرف العربية، المرجعية لأعضاء مجلس إدارة الغرف المشتركة، ومنذ إنشاء الغرف العربية المشتركة تعاقب على وظيفة الأمين العام للغرفة رجال مخلصون، دبلوماسيون واقتصاديون من الشخصيات العربية. ولم تتقلد هذا المنصب أي أمرأة عربية في أي غرفة عربية مشتركة إلى أن تم اختيار الدكتورة أفنان منصورالشعيبي، السعودية الجنسية، حاملة درجة الدكتوراه من جامعة جورج واشنطن في العلاقات الاقتصادية الدولية، وبناءً على ترشيح مجلس الغرف السعودية ودعم بقية الغرف العربية تم تعيينها قبل ثلاث سنوات كأول أمين عام للغرفة العربية البريطانية من مجلس التعاون الخليجي ومن المملكة العربية السعودية بصفة خاصة.
وهي نموذج مشرف للمرأة السعودية المتعلمة المتخصصة المحافظة، وهي إحدى مخرجات التعليم والمجتمع السعودي.. استطاعت أن تثبت للعالم العربي والأوروبي أن المرأة السعودية قادرة على تحمل المسؤوليات الوطنية والعربية داخل وخارج وطنها، وأن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الخاص بإتاحة الفرصة للمرأة السعودية لدخول مجلس الشورى كعضوة بكامل حقوق العضوية في الدورة القادمة، وقراره بتعيين بعض السيدات السعوديات في مناصب قيادية حكومية ودعم ترشيح بعضهن في مناصب قيادية في بعض المنظمات العربية والدولية؛ كانت قرارات صائبة وداعمة ومساندة للمرأة السعودية، التي استطاعت أن تثبت وجودها كطبيبة وكأستاذة في المدرسة ودكتورة في الجامعة، ومديرة لجامعات حكومية وخاصة، ونائبة لوزير التربية والتعليم، وعضوة في مجالس إدارات الغرف السعودية، وسيدة أعمال عضوة في اللجان المتخصصة.
نماذج مشرفة جديرة بالكتابة عنها وتكريمها كنماذج يقتدى بها. لقد كان لي الشرف أن أحضر برفقة زوجتي الدعوة الموجهة لي بمناسبة الاحتفال بمرور خمسة وثلاثين عاماً على إنشاء الغرفة العربية البريطانية يوم الثلاثاء الماضي في لندن، برعاية كريمة من جلالة الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وبحضور الأمير أندرو ووزير الدفاع البريطاني ومجموعة من الوزراء المعنيين بالاقتصاد في بريطانيا، ومجموعة من اللوردات وكبار المسؤوولين في الشركات البريطانية والأوروبية، ومعظم السفراء العرب والقناصل والملحقين التجاريين، ومجموعة من رجال الأعمال العرب والبريطانيين، وكم كنت فخوراً بابنتي وابنة بلادي المملكة العربية السعودية الدكتورة أفنان الشعيبي التي قال عنها الملك عبدالله ملك الأردن راعي الحفل في كلمته الرئيسة في المناسبة (إن الأمة العربية فخورة بأن يتقلد منصب الأمين العام لأول مرة في تاريخ الغرف المشتركة عربية على مستوى عال من التعليم والمهارة). وقال الأمير أندرو إن نموذج المرأة السعودية المتمثل في الدكتورة أفنان الشعيبي هو محل فخر واعتزاز في بريطانيا، وقالت إحدى اللوردات البريطانية كانت تجلس بجوار زوجتي إن الدكتورة أفنان الشعيبي صورة مشرفة للمرأة السعودية خارج وطنها. وشهدت لها مجموعة من رؤساء الشركات البريطانية بأنها استطاعت أن تنقل الغرفة من عملها الروتيني (التصديق على الوثائق) إلى منظمة فاعلة تسهم في دعم التبادل التجاري والاستثماري وتساهم فعلياً في تطوير العلاقات الاقتصادية. وأنا كمراقب لنشاط الغرفة العربية البريطانية منذ حوالي خمسة وثلاثين عاماً أي منذ إنشائها أعترف بأن الغرفة أصبحت نموذجاً للغرف العربية المشتركة، تعمل بعمل مؤسسي متميز وتلعب دوراً فاعلاً في تنمية العلاقات الاقتصادية بأسلوب عصري يتماشى مع التغيرات الاقتصادية العالمية.
إن نموذجاً مشرفاً للمرأة السعودية المتعلمة مثل الدكتورة أفنان الشعيبي جدير بالاقتداء به ودعمه ومساندته، وجدير بنا أن نستقطب خبرتها في مجال العلاقات الاقتصادية العالمية لأن تشارك في عضوية مجلس الشورى في الدورة القادمة ضمن مجموعة مختارة من السيدات السعوديات، أو الاستفادة من خبرتها الدولية لتكون سفيرة لبلادها في إحدى الدول الصناعية الكبرى إذا تم إقرار مبدأ تعيين سفيرات سعوديات في الخارج.
لقد رأيت نموذجاً محافظاً على خصوصية المرأة السعودية في الالتزام بزيها المحتشم وغطاء شعرها وحوارها ونقاشها الموضوعي. فهنيئاً لوطننا بهذه النماذج وإن كنت عاتباً على بعض المسؤوولين المعنيين بالعمل الاقتصادي الذين وجهت لهم الدعوة ولم يشاركوا في هذه المناسبة، حيث إن مشاركتهم دعم للغرفة العربية البريطانية ودعم لابنة بلادنا التي تقود هذه المنظمة باقتدار.