ربما يكون على كل من ظن أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيرحل في هدوء كما رحل زعيما مصر وتونس أن يعيد التفكير. فالقذافي لم يتورع يوما عن إراقة الدماء وقد تكون نهايته دموية بالمثل. وأوضح القذافي هذا الأسبوع أنه يعتزم مواصلة القتال. و وقال محللون ليبيون بارزون إن تغيير النظام لن يأتي إلا إذا أجبره المقربون منه على التنحي.

ويرى خبراء أن القذافي يؤمن بشدة بأنه تجسيد لبلاده وأنه يفضل أن تسقط ليبيا على الرضوخ للانتفاضة. وقال أستاذ سياسات الشرق الأوسط بكلية الاقتصاد بلندن فواز جرجس "هناك خطر حقيقي وهو أن ليبيا تنزلق نحو حرب أهلية طويلة ومطولة". وأضاف "من خلال كل ما رأيناه حتى الآن القذافي في مأزق ظهره للحائط وليست لديه استراتيجية للخروج. سيقاتل حتى النهاية المريرة على الأرجج". وأضاف "نظام القذافي يعد نفسه لقتال طويل. لديه أصول عسكرية ومالية كافية".

ويحذر خبراء على الرغم من أن القذافي فقد السيطرة على أجزاء كبيرة من شرق البلاد، إلا أنه يفضل فيما يبدو أن يحول ليبيا إلى أنقاض كما حدث في الصومال على أن يتخلى عن الحكم. وقال سعد جبار وهو محام جزائري مقيم في لندن كان قد شارك في المفاوضات الخاصة بتفجير لوكربي "القذافي اختصر الشعب الليبي في شخصه". وأضاف "هدف القذافي سيكون إحداث فوضى وإشعال حرب أهلية في البلاد أو تحويلها إلى صومال آخر. دولة مقسمة بلا سلطة مركزية يظل يمثل فيها قوة". ومضى جبار يقول "القذافي لديه حاويات من الدولارات وبنادق لتسليح الناس ولديه أنصار. كلما أحدث فوضى كان هذا أفضل بالنسبة له". وتابع "رسالته هي أنا ومن بعدي الطوفان. اذا أجبرتوني على التنحي سأترك إما دولة مقسمة أو دولة في حرب أهلية مثل الصومال".

وقال جبار مشيرا إلى القذافي "إنه يعلم من تجربته الشخصية أن الانقلابات يقوم بها الجيش لهذا أغلق الطريق أمام أي انقلاب محتمل منذ وقت طويل. وكون الزعيم الليبي كتائب مسلحة جيدا ومحكمة بقيادة أبناء قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها وقبيلة المقارحة التي يتزعمها عبدالله السنوسي صهره وساعده الأيمن.

ويتفق الخبراء على أن جزءا من التفسير لصمود القذافي يرتبط بأن أبناءه مسؤولون عن أمنه كما يشغل أبناء قبيلته أهم المناصب. وقال جبار "وحداته من الموالين الأشداء وتقوم على ذوي القربى وروابط الدم والتي تمثل للقذافي أهمية أكبر من الأيديولوجية. ابنه خميس مسؤول عن وحدة خاصة بالجيش".

على الأرض يبدو ميزان القوى متكافئا. يسيطر القذافي وقواته على العاصمة طرابلس وبعض المدن القريبة فضلا عن سرت مسقط رأسه إلى الشرق والتي توجد بها ترسانات كبيرة وقواعد الهدف منها حماية البنية التحتية النفطية. ويسيطر المحتجون على بنغازي ومصراتة والزاوية وجبل نفوسة جنوب غربي طرابلس.