"لا للبطالة في فيفاء" شعار رفعه مجموعة من الشباب وجعلوه اسما لشركتهم الافتراضية في مجال المقاولات فوق جبال فيفاء الشامخة التي تزداد فيها التنمية يوما بعد يوم، وذلك بعد أن توقف العمل في العديد من المنازل تحت الإنشاء نتيجة إلقاء الجهات الأمنية القبض على العمالة المخالفة التي كانت تقوم بالعمل في تلك المنازل. وكتب الشباب تلك العبارة محل اسم الشركة التي تعمل من دون مستندات أو ضمانات بنكية. ويقول الشباب إنهم قرروا إطلاق مشروعهم دون انتظار بعد أن سئموا من حمل الملف الأخضر في تنقلاتهم ويئسوا من المواقع الإلكترونية التي تتعطل قبل موعد التقديم على الوظائف وتسببت في إضعاف أبصارهم من كثرة الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر، فقرروا خوض بناء المنازل ورفع الطوب، وخلط الأسمنت بأيديهم في عمل جماعي. ويقول الشاب سلطان الخسافي "في العقد الثاني من عمره يحمل شهادة ثانوية": سئمت من كثرة الذهاب إلى مدن مختلفة في المملكة بحثا عن العمل، وأرهقتني شاشات الكمبيوتر وأنا أبحث عن مواقع التقديم للوظائف وعندما يئست قررت أن أكون مجموعة من الشباب من زملائي الذين "لن أصفهم بالعاطلين" لأنهم شباب أقوياء فقررنا العمل في إكمال إنشاء المنازل التي توقفت بعد أن ألقت الجهات الأمنية القبض على مخالفي نظام الإقامة الذين كانوا يقومون ببناء تلك المنازل. ووصل عدد الشباب السعوديين المنضمين للعمل 20 شابا. ويشير الخسافي إلى أنهم قاموا بتنفيذ بعض الأعمال مجانا من مبدأ الإعانة لإصحاب المنازل، كما يجرون حالياً اتفاقات مع آخرين لإكمال بعض المنازل والتي تتطلب أعمالا جماعية وسريعة خاصة في نقل الخرسانة، والأسمنت والرمل وكذلك الطوب إلى أعالي المباني. وأشار الخسافي إلى أنهم لم يمنعهم الحياء عن ممارسة ذلك العمل فهم يبنون وطنهم قبل كل شيء، وتلك المهن هي الباقية التي ليس لها سن تقاعدي أو نهاية خدمة.
ويشير الشاب عبدالرحمن علي المثيبي "يعمل في صب الخرسانه فوق أسقف المنازل" إلى أنه تعلم ذلك العمل من عدد من المقيمين أثناء عملهم في منزله وأنه يستطيع الآن القيام بذلك العمل بكل احترافية ويسعى وفريق العمل الذي معه إلى استكمال جميع المنازل في فيفاء.
ويضيف الشاب خالد يحيى علي "يعمل في حمل الأسمنت وتدوير ماكينة الخرسانة" أنه لم يجد أي حرج في القيام بتلك الأعمال وأنه قوبل بتشجيع المجتمع في فيفاء. ومن جانبه قال رئيس قسم التوظيف في مكتب العمل أحمد عسيري: إن مكتب العمل سيقوم بزيارة الشباب وتقديم النصح والمشورة لهم في تلك المهنة وإنه فخور بهؤلاء الشباب. وأكد أنه سيعجل بالالتقاء بهم لمعرفة احتياجاتهم وتلبيتها وتشجيعهم على الاستمرار، وتطوير أنفسهم وعرض تجاربهم للآخرين. مشيرا إلى أن المهنة التي يقوم بها الشباب تعد من المهن الضرورية في عملية التنمية خاصة إذا قامت بها سواعد وطنية.