تأمل في صلاة الجمعة على الفور من انتهاء الإمام من الصلاة.. ما الذي يحدث؟!
يقفز الناس مرة واحدة ويتدافعون عند الباب.. زحام رهيب عجيب.. لا أحد يريد لأحد أن يخرج قبله.. أحيانا كأنهم يتصارعون.. ولو كان ثمة أطفال ربما تم دهسهم بالأقدام!
لاحظ: يحدث هذا على الرغم من الهدوء التام الذي يسود أرجاء المسجد لحظتها.. روحانية.. خشوع.. كيف هو الوضع لو كان ثمة أمر طارئ؟ كيف هو الوضع لو حدث سقوط للأسقف المستعارة، أو ديكورات الجبس، وظن البعض أن المسجد ـ لا سمح الله ـ سيقع وتعالت الأصوات.. كيف سيكون التدافع وما الذي سيحدث عند الأبواب؟!
في قصور الأفراح.. مجرد إشاعة، أو خلل في الإضاءة، أو صرخة من هنا أو هناك، كفيلة بحدوث حالة هلع ورعب بين النساء.. سيضطر الجميع للتدافع بحثا عن مخرج الهروب.. وسيحدث مالا تحمد عقباه!
قبل سنوات كان أكثر ما يشغل الجهات الحكومية أثناء موسم الحج هو التدافع عند رمي الجمرات.. مع اختلاف القياس لتباين الثقافات واللهجات.. لكن كان التدافع هو المشكلة الأكبر.. ودفعت الحكومة مليارات الريالات لتلافي المشكلة. بعد حادثة مدرسة جدة ذهب الكثيرون أن (التدافع) هو الذي ضاعف المشكلة.. هناك من يؤكد أنه لو خرج الجميع بهدوء ودون ضجيج لما حدث كل هذا.. مشكلتنا في مدارس البنات بالذات أن الهلع الذي يصيب الطالبات عند أي صرخة أو إشاعة في المدرسة أو خلل في المولدات الكهربائية يؤدي مباشرة إلى التدافع عند السلالم وأبواب الخروج.. وهو ما يسبب الإصابات والكسور والوفيات أحيانا.
المنتظر من الدفاع المدني.. كجهاز معني بالسلامة العامة.. وضع آلية زمنية لتدريب معلمات ومديرات المدارس على التصرف الأمثل عند حالات الطوارئ أو الحرائق.. أحيانا التصرف بهدوء والتحرك بهدوء يضمن للجميع السلامة بإذن الله.
* لحظة كتابة هذا المقال قرأت أن حادثا مروريا مروعا وقع لحافلة نقل طالبات على الطريق بين صبيا والدرب في جازان، حيث توفيت ثلاث طالبات وأصيبت ست أخريات.. لا حول ولا قوة إلا بالله.