لفت انتباه رواد البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2011 الفرق الواضح بين إدارة ندوات اليومين الأولين وماتلاهما من أيام؛ حيث كانت الندوات الأولى تدار من قبل مدير واحد و الأخرى تدار بمديرين امرأة ورجل ، ولعل المتأمل يصل بفكرة إلى أن سبب ذلك يرتبط بالضيف (المرأة) فإذا وجدت محاضرة وجدت مديرة بالإضافة إلى مدير الندوة.

فهل الإشكال في حاجة المرأة إلى امرأة أخرى لتدير ندوتها المشتركة؟ أم الإشكالية في فهم تقدير وعي وفكر المثقفة؟ وهل تقدير المثقفة يكون بتخصيص مديرة ندوة تجاورها في المكان المشترك والقاعة الواحدة؟

فأضحى الأمر داعياً للسخرية من قبل رواد القاعة نساءً ورجالاً، حيث تردد كثيراً (في القاعة وخارجها) نوع من تعليقات ساخرة منها ( هل الندوات بحاجة إلى كسر الخلوة ؟!)

وكان أحياناً يفوق عدد مديري الأمسية عدد ضيوف الندوة أو ربما وازاه، وأضحى لكل ضيف محاضر مدير ندوة خاص به.

وبرصد دقيق فإنه بدءاً من الرابع من مارس الحالي أضحى لمديري الندوات مديرين بواقع ندوة يشارك فيها اثنان (محاضرة ومحاضر).

ولنتخيل ماهي وظيفة مدير الندوة والمديرة :

يقول مدير الندوة: أترك المجال لزميلتي لتقدم سيرة الضيف . علماً بأن سيرة الضيف أو الضيفة موزعة في كتاب أنيق على كل كرسي في القاعة، وتضيع أربع دقائق ليدوخ المستمع الحاضر من شهادات وكم الخبرات للضيف ليزداد احتراماً له .

ليس ذلك فحسب دور مدير الندوة أو مديرتها، فلهما دور آخر : كلاهما يقرأ للجمهور السيرة الذاتية للآخر؟! وهو إيحاء غير مباشر بقيمة هذا المدير. ففي ندوة (قضايا في الفكر الإسلامي) لأبي عبدالرحمن بن عقيل أدار الندوة إبراهيم التركي وقدم سيرة عائشة الشمري التي قدمت سيرته الذاتية ، وضاع الوقت أو جزء منه على شيخنا الجليل الذي طالب بخمس ساعات لاستضافته مرة أخرى .

وفي مراجعة أخرى تغيب أكثر من خمسة عشر ضيفاً عن البرنامج الثقافي بواقع يقارب النصف، وهو الأوقع أثراص بالنسبة للجمهور حيث لا يحظى بفرصة سهلة ليلتقي بزويل أو بالحمد أو بالنجار وغباش والقاسمي والظفيري وغيرهم.

بعض مديري الندوات كان إنشائياً مملاً بخطابته في تقديم الضيف وكأنه يعرض مواهبه الأدبية والفكرية .

كما لوحظ أن الضيوف الذين اعتذروا عن عدم الحضور أو الضيوف الآخرون الذين غيبوا وألغيت ندواتهم لأسباب غير واضحة للرواد الذين وجد بعض أعضاء اللجنة الإعلامية حرجاً في الرد عليهم بـ (لا نعلم ) حيث فوجئ كثير من أعضاء اللجنة بكم هائل من الاتصالات والأسئلة المتراكمة التي يتوجه بها الرواد قبل وبعد بعض الندوات.. هل سيحضر أحمد زويل . هل تركي الحمد تخلى بالفعل عن الندوة أم أخلي سبيله عنها!

ولاحظ الصحافيون تقاعس بعض المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام في حسم مثل تلك التساؤلات بإجابات منطقية شافية.

إذ لم يصدق كثيرون أن تلغى ندوة (الخليج ، التغيير الثقافي والاجتماعي، إلى أين؟) التي كانت أهم ندوات المعرض خاصة مع ضيوفها : تركي الحمد ، باقر النجار، موزة غباش ، محمد الأحمري) وظل الرواد يتوافدون البارحة الأولى في انتظار الندوة حتى مع إعلان إلغائها ونشر ذلك الخبر في الصحافة، ليتساءل الجمهور كيف تقر ندوة وتلغى دون أسباب منطقية.

مراقبون انتقدوا ذلك المسلك وعلقوا : لم يعد الجمهور بالسذاجة ذاتها بحيث تقنعه عبارة يسيرة، فانفتاح النشر الإلكتروني والفضائي كاف للإجابة المنطقية التي تضع المسؤول في حرج بالغ، بحيث يفقد ثقة الجمهور ويخسر مصداقيته وهو ما حصل في المعرض بحسب بعض المراقبين.