نفى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن يكون معرض الرياض الدولي للكتاب روج لكتب مخالفة للقيم والثوابت، مؤكدا أن وزارته تراقب المطبوعات كافة. وقال "قد تكون هناك ثغرات، ولا نتهرب من الأخطاء، ولكننا نجتهد لتقديم صورة حضارية للمملكة".

وشدد خوجة، في حوار مع المثقفين على هامش معرض الكتاب أمس، على أن الوزارة لم تمارس الإقصاء تجاه أي فئة في الوطن، مستدلا بأنهم استضافوا في برنامجهم الثقافي الشيخ أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري، الذي وصفه بالعالم.

كما لفت إلى أنه لم يمنع مقالا أو يوقف كاتبا انتقد مناحي الحياة في المملكة، مشيرا إلى مقالات انتقدت وزارته، فلم يكبل أيدي أصحابها.

ورد خوجة على متسائل حول سبب ضعف الإعلام المحلي سياسياً وعدم وجود خطاب وطني من القنوات المحلية لصد هجمات قنوات أجنبية، قائلا "يجب علينا أن نسمع جميع الآراء بطريقة تعكس الدور الحقيقي للمملكة، ولم نتعود على مقابلة الشتائم بمثلها ولا الهجوم بمضاد مثله، ولا نعبأ بما يقوله البعض في الخارج".

وأكد: نحن شعب لديه وحدة متميزة والتحام بين القيادة والشعب نستطيع من خلاله أن نعبر عن آرائنا بكل صراحة وطلاقة.

من جانب آخر، لم يستبعد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالله الجاسر، الذي تمنى مغادرة الوزارة "في أسرع وقت" استحداث فعاليات للسينما والمسرح في دورة المعرض المقبلة، والتي حدد لها الثالث من مارس في كل عام، كاشفا عن عدم رضاه عن البرنامج الثقافي المصاحب.




أيد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة مقترح فصل الثقافة عن الإعلام وخاطب جمعا من المثقفين خلال لقائه السنوي بهم مساء أمس على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2011 قائلاً: "أتمنى أن تكون الثقافة وزارة مستقلة وحدها لأن الهم الثقافي يحتاج لوزارة متفرغة للشأن الثقافي، وسأشارككم الرأي في حلمكم".

وأخلى خوجة مسؤولية وزارته من التدخل في طريقة إنفاق الأندية الأدبية لدعم الملك الأخيرالبالغ 10 ملايين ريال لكل ناد قائلا "سنرسل الشيكات فوراً للأندية وليس شغل الوزارة التدخل في أمور صرف تلك المبالغ فهم أدرى بمتطلباتهم، ونحن نثق بقدراتهم ونعلم بأنهم أعلم بماهية الصرف". وتوجه لمسؤولي الأندية بقوله: نحن بيروقراطيون ويمكن ألا نحقق لكم ما تريدونه لو تدخلنا بهذا الشأن، ولكن قد نساعدكم متى ما احتجتوا لنا".

وعن تغييب المرأة في بعض الأندية الأدبية بالرغم من دعمها من قبل اللائحة، قال "الجمعية العمومية للأندية لها حرية تقرير ما تشاء ولم نحدد بها ما إذا كانوا رجالاً أو نساء، فأنا أعمل على حلحلة النظرة القديمة بين الأندية والوزارة وأن تكون للأندية استقلاليتها وشخصيتها شريطة أن تكون في إطار القيم والثوابت".

وأعلن خوجة عن دراسة في هيئة الخبراء بخصوص جائزة للتميز الثقافي، وأوضح أنه "كان لنا نية في الإعلان عنها في ملتقى المثقفين إلا أنها تدرس حالياً في هيئة الخبراء"، كاشفاً عن وجود خطط لتحويل القناة السعودية الثانية إلى قناة "شبابية".

ولفت خوجة إلى أن الوزارة ليست بديلاً عن المجتمع في قيادة الثقافة التي تعد فعلاً اجتماعياً، وأن مهمة الوزارة هي تهيئة المناخات، وأن الأندية الأدبية مؤسسات اجتماعية تقوم بهذا العبء نيابة عن المجتمع وقد صدرت اللائحة الخاصة بالأندية الأدبية والتي لم ترض المثقفين بشكلها السابق فتم طرحها على الأندية التي بدورها رجعت إلى جمعياتها العمومية وجاءت الصيغة الأخيرة معبرة عن جموع المثقفين المنتمين إلى الأندية الأدبية وبشكلها المقبول من الجميع، داعياً المثقفين إلى تحمل مسؤوليتهم الثقافية وأن الدولة مساعد ومساند لهم ولا يرتبطون بها ارتباطاً وثيقاً.

كما أكد خوجة أن القناة الثقافية منبر لكل المثقفين والمثقفات حاثاً الجميع على التواصل معها والتفاعل مع برامجها، مشيراً في سياق آخر إلى أن الوزارة تعمل على عدد من المشاريع منها إطلاق خدمات إلكترونية تأتي في سياق الحكومة الإلكترونية وتتمثل في فسح الكتب إلكترونياً لتشجيع النشر وأيضاً تسجيل الحقوق وحمايتها وسيتم تطويره مستقبلاً بحيث تصدر كافة التعاملات والتراخيص الإعلامية والثقافية إلكترونياً.

وقال إن وزارته تلاحظ المطبوعات كافة ولا وجود لأي كتاب "يخالف" القيم والثوابت في معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م ، وإن وزارته لم تقص أحدا من برنامجها الثقافي، وإن الفعاليات لم تحدث أي أضرار نهائياً، وإن سياسة الوزارة تقوم على عدم مقابلة الشتائم بمثلها ولا الهجوم بمضاد مثله ولا تعبأ بما يقوله البعض في الخارج.

وعن ماهية الضوابط التي رشح من خلالها المشاركون في البرنامج الثقافي للمعرض وسبب عدم تمكين علماء الدين من المشاركة، نفى خوجة أن تكون وزارته مارست أي إقصاء بحق أي من فئات أو مفكري الوطن على مختلف توجهاتهم من خلال البرنامج الثقافي.

وعن السماح بكتب "تغريبية" وبعض آخر "تحريضي" شدد خوجة على أن وزارته تلاحظ المطبوعات ولا وجود لأي كتاب "يخالف" القيم والثوابت في المعرض وقال "قد تكون هناك ثغرات ولا نتهرب من الأخطاء ولكننا نجتهد لتقديم صورة حضارية للمملكة".

وفيما يتعلق بعدم تبوّء المرأة مناصب قيادية في الثقافة والإعلام كما هي الحال في مجال التعليم والجامعات، أبان خوجة بأن المرأة لها دور مهم وتتبوأ في الوقت الحالي مناصب قيادية في الإذاعة والتلفزيون، وقال "سيكون للمرأة دور في نهضة المملكة".

وحول منع المقالات التي تتماشى مع نهج الحكومة في مواجهة الفساد، شدد خوجة على أن وزارته لم تمنع أي مقال أو توقف أي كاتب انتقد مناحي الحياة في المملكة وقال "بعض المقالات انتقدت وزارتي ورغم ذلك لم نكبل يد أحد نهائياً".

وعن سبب ضعف الإعلام المحلي سياسياً وعدم وجود خطاب وطني في القنوات المحلية لصد هجمات المعارضة من القنوات الأجنبية، قال خوجة "يجب علينا أن نسمع جميع الآراء بطريقة تعكس الدور الحقيقي للمملكة ولم نتعود على مقابلة الشتائم بمثلها ولا الهجوم بمضاد مثله .