عند تأسيس عمل مؤسسي تكثر الأهداف وتدون كنظام، إلا أنها تتلاشى سريعاً وتنحصر في الهدف الأول..! قبول 211 ألفا و 432 طالبا وطالبة في الجامعات السعودية العام الحالي؛ يعني أن دخل "المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي" من طلاب الثانويات للعام الماضي يتجاوز 42 مليون ريال، لأن الاختبار إلزامي لدخول الجامعة والرسوم التي تبلغ 100 ريال إلزامية لدخول الاختبار.. هذا إذا اعتبرنا أن الطالب لم يختبر إلا مرة واحدة "القدرات" ومرة واحدة "التحصيلي" وتغافلنا عن كثير من الطلاب والطالبات الذين يؤدون الاختبار 4 مرات! أضف إلى ذلك رسوم اختبارات "القياس" لراغبي دراسة الماجستير والدكتوراه واختبارات المعلمين، التي تبلغ رسومها 200 ريال.
إذاً مؤشرات كثيرة تؤكد أننا لن نبالغ لو قدرنا دخل مركز "قياس" بأكثر من 50 مليون ريال سنوياً وربما أكثر من ذلك بكثير! وخوفاً من الحسد سنردد "اللهم زد وبارك".. لكن لن يفارقنا سؤال عن بقية عمل مركز "القياس والتقويم".. فإذا كان المركز غير ربحي ويجني المال من "القياس" فمن المفترض أن يبذلها في "تقويم" مستوى الطلاب عبر البحوث والدراسات التي تحدد مواطن الضعف والقصور لديهم ولدى وزارة التربية والتعليم، خاصة أن "رسالة" المركز تتضمن "قياس المؤشرات التربوية والتحصيلية لرفع كفاءة مؤسسات التعليم، وإجراء الدراسات والبحوث في مجال القياس التربوي"!
بعد 10 سنوات من عمل المركز في "القياس" أين "التقويم"؟ وفي ظل هذا الدخل المادي المتزايد، لم لا يفكر المركز بتخفيض رسوم اختباراته؟