لا شك أن عام 2011 عام استثنائي لحركة "الإخوان المسلمون"، فهو عام تحرروا فيه من ثمانين عاما من عقلية التنظيم السري المُضيق عليه في كثير من الدول العربية، ولست هنا في صدد مناقشة صفاء عقيدتهم أو منهجهم الديني ولكن لا بد أن نرصد فرضهم أنفسهم كأهم لاعب في جميع الدول التي تأثرت بما يسمى الربيع العربي، والغريب أنهم لم يكونوا من مَن بدؤوا في المشاركة في الأيام الأولى لهذه الثورات إلا أنهم باتوا المستفيد الأول منها.
هذا التنظيم العالمي والذي يمارس السياسة بمهارة شديدة، يعتمد أولا وأخيرا على لغة المصالح والمصالح فقط، كان يحتاج طوال تاريخه إلى نافذة إعلامية وجدها في منتصف التسعينات في قناة الجزيرة واسعة الانتشار فمرر أفكاره بذكاء شديد إلى أن أصبحت هذه الأفكار قناعات في الوطن العربي.. وبحث التنظيم عن بطل فلمع إردوغان الإخواني التركي.
هذا العام هو عامهم، وبدؤوا الآن في السيطرة على جل الدول من المغرب إلى اليمن، إما بالسيطرة على الحكم مباشرة أو المجالس التشريعية، بدؤوا بتكوين هلال ربما أصبح يشكل خطرا داهما على استقرار الخليج وهم يحاولون عزله، ويقدمون أنفسهم لإيران كحليف بديل لبعث سوريا، ولأميركا كحليف إسلامي بديل.
لعبة كبرى بدأت هذا العام، وهم رقمها الصعب.