قرأت لكم في عناوين الصحافة بالأمس أن ألف باحث ودارس سيجتمعون الشهر القادم في مؤتمر ضخم تحت عنوان: أوضاع المرأة السعودية. ومن اللافت أن أمين عام هذا الملتقى الضخم يعترف أن أحد الأسباب الجوهرية لعقد مثل هذا المنتدى ليس إلا (لأن ملف المرأة السعودية بات نقطة انتقاد وجدل في الإعلام العالمي الذي ينبش بعض قضايا وضع المرأة لدينا بشكل مزعج).

ومن المؤكد أننا لسنا بحاجة إلى منتدى ضخم وهيلمان إعلامي ولا إلى زفة ألف باحث لأربعة أيام في قاعة المؤتمرات بفندق في قلب الرياض. من أجل هذه المرأة اجتمعنا من قبل ألف مرة. من أجل هذه المرأة تناوبنا عدة ندوات ولقاءات في برنامج الحوار الوطني. من أجل هذه المرأة كتبنا من قبل عشرات الوصايا والتوصيات مثلما صدرت من أجل حقوقها ووضعها عشرات القرارات العليا من مختلف طبقات القرار الوطني. ومن الطرافة بمكان أنني حضرت قبل زمن أحد اللقاءات الوطنية حول وضع المرأة السعودية وبالصدفة دخلت غرفة بجوار القاعة الكبرى وكان أباطرة اللغة يكتبون فيها توصيات ما سنتوصل إليه قبل ساعات من بدء لقائنا وقبل – البسملة – ببدء المحور الأول. ومن الآن أجزم أنني أستطيع كتابة توصيات اللقاء القادم قبل شهر من انعقاده. المرأة السعودية التي نريد ليست رؤية قاسم أمين ولا أفكار هدى شعراوي أو نوال السعداوي، لكنها على النقيض ليست بالمرأة التي تبرهن الدراسات على أنها تستقبل 80% من حالات العنف الذكوري. المرأة السعودية هي من تبحث عن كرامة عمل شريف يبرهن إحصاء – حافز – على أنها نصف مليون شهادة جامعية بلا وظيفة. المرأة ليست مؤتمراً أو ندوة تنتهي بدرس لغوي من التوصيات. المرأة هي تفعيل ما اتخذناه من قرارات مركونة على الرف.