كشفت رئيسة لجنة الثقافة والتعليم بالمفوضية الأوروبية دوريس باك أن تزايد معدلات التسرب من التعليم بات يمثل مشكلة كبيرة فى دول الاتحاد، ويهدد الاحتياجات المستقبلية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وقدرات الاتحاد التنافسية، بسبب تراجع أعداد خريجى الجامعات والمتعلمين تعليماً عالياً، مما سيؤثر سلباً على توافر العقول الأوروبية المفكرة والواعية المدركة لمتطلبات التقدم الأوروبي، وسيفتح المجال أمام استيراد العقول الأجنبية من الخريجين المؤهلين.

وأضافت أن أعداد تاركي المدارس فى دول الاتحاد الـ 27 بصورة مبكرة يصلون إلى 6 ملايين سنوياً، وهو ما يعادل 14% من مجموع التلاميذ ، وأن المفوضية تبحث الآن وضع إجراءات جديدة من أجل الحد من هذه الظاهرة ، وإلزام الأوروبيين بعدم ترك التعليم قبل سن من 18 :24 عاماً، بما يضمن حصول هؤلاء على مؤهلات تعليمية أعلى من المتوسط .

وأوضحت دوريس أن الإجراءات ستشمل بحث أسباب ترك التعليم مبكراً ، حيث تعود معظم الأسباب إلى عوامل نفسية لدى الأطفال تؤدي إلى كراهيتهم للتعليم، بجانب عدم قدرة المعلمين على تشجيع الأطفال على الدراسة، ومعالجة نقاط الضعف فى الفهم والتعلم، وتوثيق علاقته بالمدرسة وترغيبه بها، بجانب عوامل اجتماعية لدى الأسر، تتمثل فى الفقر، وضعف المستوى الثقافي والاجتماعي ، مما يؤدي إلى إهمالهم دفع ابنائهم لاستكمال مراحل التعليم .

وأكدت دوريس فى شرحها لأسباب التسرب من التعليم أمام لجنة المفوضية ببروكسل أنه من المهم تعامل المعلمين مع الأطفال كل بقدر ذكائه، والبحث عن مواهبهم الخاصة لمساعدتهم على تطوير أنفسهم ومواهبهم، والنظر إلى كل طفل ككيان خاص يحتاج إلى التقدير والاحترام والتشجيع، بجانب بذل مزيد من الجهد فى دمج الأطفال بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية لتوثيق علاقته بالمعلمين والمدرسة، وتدريب المعلمين بصورة دورية للحصول على معلمين مؤهلين، مشيرة إلى سعي المفوضية إلى خفض نسب التسرب من التعليم إلى 10% بحلول عام 2020 .