تعود رواية البؤساء التي كتبها الأديب الفرنسي فيكتور هوجو في القرن التاسع عشر إلى الأضواء من جديد عبر فيلم يُعدّ لإنتاجه في هوليوود.. ومن أجل تجسيد شخوص البؤساء تتسابق نجمات السينما مثل سكارليت جوهانسن وليا ميشال وتايلور سويفت وإيفان رايتشل وود، لتأخذ أي منهن دورا في الفيلم الذي يخرجه توم هاربر ويحمل اسم "البؤساء"، ويتحدث عن الظلم الاجتماعي في فرنسا في الفترة الواقعة بين سقوط نابليون عام 1815 والثورة الفاشلة عام 1832.

ولعل الأكثر تعقيدا في الرواية هو دور "جان فالجان" سيكون من نصيب الممثل هيو جاكمان.. وعلى "فالجان" الذي سجن بسبب رغيف خبز سرقه ليطعم أخته وأولادها، أن يعاني الأمرين من ملاحقة المحقق "خافيير" الذي يقوم الممثل راسل كرو بدوره.

لننسَ "بؤساء" هوجو ونجمات هوليوود قليلا، ونتحدث عن "بؤساء" دول الربيع العربي الذين كان رغيف الخبز بالإضافة للحرية والتخلص من القمع والطغيان من مسببات ثوراتهم.. والحديث عن "بؤساء" الربيع العربي المتداخل مع "هوليوود" يقود إلى الفنانين العرب الذين خذلوا شعوبهم.. فهل يجرؤ اليوم "دريد لحام" مثلا على القيام بدور "جان فالجان" العربي، وهو الذي بات لوقوفه ضد شعب بلده في وضع لا يحسد عليه، وهل تستطيع "غادة عبدالرازق" أو "رغدة" وغيرهما من اللواتي وقفن مع الأنظمة ضد إرادات الشعوب.. التفكير بدور نسائي في "بؤساء" الربيع.

من المنطقي أن يكون الجواب هو أن أحدا ممن ذكر سابقا يدرك اليوم أن أي منتج لن يغامر بإسناد دور إليه يشخّص فيه معاناة المواطنين الذين كان الفنان ضدهم في ثورتهم من أجل الحرية.. لأنه لن يكون مقنعا، ولأنه سيصبح مثار تندر المجالس والنقاد.. فأي مأزق وضع هؤلاء أنفسهم فيه حين أنكروا على الشعوب أبسط حقوقها في حياة كريمة، ولم ينظروا إلى "رغيف الخبز" الذي صار هاجس المواطن المسحوق في بلدان الربيع، فيما الكبار من أقارب هذا الطاغية أو ذاك يسرقون قوته وثروات وطنه ولا يتركون له حتى الفتات..

لكن والحق يقال، وجود من ذكروا، لم يمنع آخرين من إعلان مواقفهم الصادقة بمناصرة الشعوب ما يجعلهم قادرين على أداء الأدوار في أفلام "الربيع العربي".