اكتفى الدكتور محمد بن إبراهيم القاضي بموقفين أحدهما عربي والآخر غربي اعتبرهما نموذجين لما سماه تقويما لرواية (بنات الرياض) للكاتبة رجاء الصانع من قبل عدد من أهل الاختصاص في النقد الأدبي والثقافي حسب تعبيره.

وقال القاضي خلال محاضرة بعنوان (الرواية والعولمة) شاركه فيها الدكتور صالح بن الهادي بن رمضان واستضافها نادي جازان الأدبي أول من أمس:

المؤلف العربي هوعبدالله الغذامي الذي كتب عن (بنات الرياض) سلسلة مقالات في سياق اجتماعي رغبة منه في فهم ما أثاره من غضب وتشنج ورفض، أما الرأي الغربي فهو لـ روجر آلن عضو هيئة التدريس بجامعة بنسلفانيا الذي قال: إن (بنات الرياض) يمكن اعتبارها ممثلة لنموذج الكتابة الفضائحية عند المرأة الشرق أوسطية وهي أعمال يتخطفها الناشرون الغربيون لكي يزودوا سوقا شغوفة بالحصول على معلومات عما يعتبره أغلب القراء (عالما مغلقا)، وقال إن الصحافة البريطانية دأبت على نقد (بنات الرياض) والتشكيك في انتمائها إلى جنس الكتابة التخيلية. فيما ذهب الدكتور رمضان إلى أن الباحثين اتفقوا على أن الثقافة هي إحدى المسائل الأساسية التي يمكن أن تطرح في سياقها قضية الصلة بين الرواية والعالمية لأن الحوار بين الثقافات في مختلف القضايا المعاصرة هو المعيار الذي تقاس به إشكالية أزمة الثقافة عامة وفي أهم الأشكال التعبيرية وفي صدارتها الرواية وهذه القضايا في الرواية العالمية تتناول مصير الإنسان زمن العولمة ومشاغله التي تجاوزت الصبغة المحلية مثل قضايا البيئة والأخلاق الطبية والتلوث والهجرة غير المنظمة والاختلاف والموقف من الآخر وقد طرحت هذه القضايا في الرواية العربية الجديدة بل في الفكر العربي منذ العقود الوسطى في مناسبات عدة وفي أبحاث مختلفة ومن زوايا نظر متعددة وكان لطرحها غايات مختلفة منها ما يمت إلى الأيدولوجيه بأسباب، مشيرا إلى أن الدارس للرواية العربية منذ مطلع الثمانينات يلحظ أن بنية الرواية التقليدية تتلاشى وتتفكك وتتمرد على مفهوم الوحدة العضوية في البناء الروائي.