لم يقلل مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من خطورة الاستيلاء على المال الخاص، إلا أنه اعتبره "سرقة لها أحكامها" مقارنة بسرقة المال العام الأكثر خطراً، التي وصفها بالخيانة والتعدي على حدود الله، والجالبة للأمراض الخطيرة لكونها "ممحقة لبركة العمر والعمل".

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس، رحب المفتي بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، قائلاً إنها "عمل طيب ومشروع خير" راجياً أن تحقق المرجو منها "في الأخذ على أيدي المفسدين ومحاسبة المقصرين، لأن الأمة بأمس الحاجة إليها". وحذر الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من التعدي على المال العام بأي وسيلة كانت، مستشهداً بمسوقي السلع الذين يمنحون فواتير تتضمن مبالغ مكتوبة وأخرى خفية، واصفاً ذلك بالخيانة واستباحة الأموال بغير حق.




حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من التعدي على المال العام بأي وسيلة كانت وأنها "غلول" يؤتى بآخذها على ظهره يوم القيامة، وأن لا دين لمن لا أمانة له، ووصف الآخذ للأموال بغير حق بأنها "ممحقة لبركة عمره وعمله وسبب لتعرضه للأمراض الخطيرة".

ودعا آل الشيخ في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس، إلى المحافظة على المال العام أكثر من محافظته على المال الخاص لأن الأخذ من المال الخاص سرقة لها أحكامها بينما الأخذ من المال العام خيانة وتعد على حدود الله، ووصف المحافظين على الأموال العامة بأنها "دليل على حقيقة انتمائهم واهتمامهم بأوطان المسلمين".

وتأسف آل الشيخ على حال الكثير من المسلمين الذين استباحوا الرشوة والغلول بطرق متعددة ومختلفة ومنهم من يقول "أنا عملت وفعلت وتحملت مسؤولية" حيث إن تلك أمور "خاطئة"، مستشهداً بمسوقي السلع التجارية الذين يقعون بتلك الأمور المحرمة من خلال إعطاء فواتير بها مبالغ معينة مكتوبة وأخرى خفية وأن كل تلك من الخيانة واستباحة الأموال بغير حق.

وقال آل الشيخ: إن تكوين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عمل طيب ومشروع خير ويجب أن يمثل الحقيقة وأن يكون له أثر نافع لكون الكثير من الأنفس لا يمنعها إلا قوة السلطان، وأرجو أن تحقق المرجو والمقصود منها وأن يكون لها دور فاعل وأثر نافع في مكافحة الفساد سواء كان ماليا أو إداريا والأخذ على أيدي المفسدين ومحاسبة المقصرين لأن الأمة بأمس الحاجة لها، لأن استبراء الرشوة والرضا بها خطر عظيم على الأمة فهي هدم لكيان الأمة والقضاء على الدين والأخلاق الفاضلة.

وشرح آل الشيخ معنى "الغلول" بأنه ما أُخذ بغير حق حيث يؤتى حامله على ظهره يوم القيامة، مشدداً على أن السنة النبوية حذرت من الغلول وضرورة "الالتزامات المالية" وأنها جزء من الدين ولا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له.

وأضاف أن الإسلام أبعد المسلم عن الغلول فأمر بكف اليد عن التعدي على المال العام سواء كان مالاً أو مرافق عامة للأمة لكون التعدي غلولا وأخذ مال دون حق، ولهذا حرم الله على المسلمين "الغلول" وهو الخيانة في الأموال كما قال تعالى "وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة".

وشدد آل الشيخ على أن الإسلام أمر بمحاسبة المقصرين والأخذ على يدي المتلاعبين لتكون الأمة ذات أمانة وقوة ورغبة في الخير، وأن العلماء قالوا "وإنما حرم الغلول على المسلم لأنه يحطم كيان الأمة" فالله عز وجل يقول في كتابه"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، فالمحافظة على الأموال العامة قوة لاقتصاد البلاد لكي تستأمن ذلك فيما يعود عليها بالنفع في حاضرها ومستقبلها.