لم تكد تمر ساعات على إعلان الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة توافقها على تهدئة مقابل تهدئة من قبل الحكومة الإسرائيلية حتى سارعت طائرة استطلاع إسرائيلية إلى قصف مجموعة من النشطاء الفلسطينيين في منطقة جباليا، شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد ناشطين من حركة الجهاد الإسلامي وإصابة 3 آخرين بجروح وصفت بالمتوسطة.

وتقول مصادر متعددة إن التهدئة التي تم الإعلان عنها إثر اجتماع للفصائل الفلسطينية دعت إليه حركة(حماس) مساء السبت إنما جاءت نتاج وساطة تركية.

وقال إيهاب الغصين، الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني المقالة في غزة، "إن جريمة مخيم جباليا تؤكد أن الاحتلال الصهيوني لا يحتاج إلى مبررات لقصف المدنيين الأبرياء". وأضاف "بالرغم من إعلان الفصائل الفلسطينية توافقها على التزام التهدئة وتجنيب أبناء شعبنا أي عدوان إلا أن الاحتلال مستمر في ارتكاب المجازر بحق المدنيين والأطفال".

وبدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي "لقد جاءت هذه الجريمة الغادرة بعد ساعاتٍ قليلة من إعلان الفصائل الفلسطينية عن توافقها حول تقدير الموقف القاضي بعدم تصعيد المقاومة، طالما التزم العدو الصهيوني بوقف عدوانه وانتهاكاته بحق شعبنا وأرضنا". وأضافت "ما جرى يؤكد ويدلل على أن الاحتلال مستمرٌ في سياساته العدوانية والإجرامية بحق شعبنا، وأنه يخطط لحرب جديدة ضد قطاع غزة المحاصر"، مشيرة إلى أن الشهيدين اللذين سقطا أمس هما رضوان النمر وطي وصبري عسلية.

وتزامن القصف الإسرائيلي مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الاجتماع الأسبوعي لحكومته أن "إسرائيل معنية بالحفاظ على الهدوء والأمن في المنطقة وهي ليست معنية بتصعيد الموقف". وقال "لن نتردد في استخدام القوة للتصدي لأي جهة تحاول استهداف المدنيين الإسرائيليين". وأضاف "أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن مواطنيها.. هناك عناصر تحاول خلال الأسبوعين الأخيرين خرق الهدوء المستمر منذ حوالي سنتين".

غير أن الجهاد الإسلامي رفضت هذه الادعاءات وقالت "إن ما يروجه الاحتلال وقادته المجرمون من ادعاءات حول عدم رغبتهم في التصعيد هي أكاذيبٌ تهدف إلى تضليل الرأي العام وتحشيده ضد شعبنا الذي يدافع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة". وأضافت "نشدد على حقنا في الرد والتصدي لاعتداءات الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق شعبنا، وندعو إلى حماية حق شعبنا في المقاومة والدفاع عن نفسه".

في غضون ذلك، نشرت القوات الإسرائيلية في منطقة بئر السبع البطارية الأولى من منظومة القبة الحديدية لاعتراض القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، على أن يتم خلال أيام نشر بطارية أخرى من هذه المنظومة في منطقة عسقلان.

وقالت المصادر الإسرائيلية إن نشر المنظومة "يأتي في إطار تجربة عملية وإن استكمال نشر هذه المنظومة سيستمر بعض الوقت قبل أن تصبح عملية". وأضافت "سيتم نقل منظومة القبة الحديدية من مكان إلى آخر بمقتضى الضرورة".