من المقولات التي قرأتها وسمعتها من سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز قوله: إن كانت المعلومات الواردة في المادة الصحفية صحيحة فهي فرصة للعمل والتصحيح.. وإن كانت المعلومات التي تضمنتها خاطئة فهي فرصة مواتية للمسؤول أن يوضّح المعلومة الدقيقة.
وبالتالي فإن كانت المعلومات الواردة في المقال اليوم غير صحيحة فهي فرصة لتوضيح الحقيقة التي ننشدها جميعا.. وإن كانت صحيحة ـ وهذا ما أعتقده ومتيقن منه تماما ـ فكلنا أمل أن يتم العمل على علاجها.
قرأت حديثا للواء الطبيب كتاب العتيبي مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة يقول فيه إن القدرة على تنظيم ندوة تطوير الجودة في المرافق الصحية تعني أن الخدمات الطبية للقوات المسلحة تجاوزت مرحلة الجهل بالجودة إلى مرحلة اختبار معايير الجودة حتى أصبحت جزءا أساسيا من العمل.. ولا أعلم هل سعادة اللواء يتحدث عن المنشآت الصحية العسكرية التي نعرفها.. أم هو يتحدث عن مستشفيات مأمولة ومنتظر وجودها، وليست موجودة اليوم على أرض الواقع؟.
إن في طرح سعادة اللواء مثالية مبالغ فيها جدا، يدركها أي شخص اضطرته الظروف لمراجعة أحد المستشفيات الثمانية التابعة للقوات المسلحة.. يدركها أي شخص وقف في طابور الانتظار طويلا.. أي شخص نام على الأرض بحثا عن سرير.. نحن نتحدث عن واقع وليست تخرصات.
وقفت بنفسي على حالة الخدمة في المستشفى العسكري ـ أنا لا أتحدث عن أقسام كبار الشخصيات والرتب العالية ـ حديثي عن الأقسام التي يرتادها المواطن العادي، ولم أعثر على هذه الجودة التي يتحدث عنها سعادة اللواء.. وربما من سوء حظ إدارة المستشفيات العسكرية أنها تضيق بالانتقادات التي تطرحها الصحافة فحدثت القطيعة بين الاثنين. وبالتالي لا أعرف مدى صدمتها بمقال مثل هذا يقول: أين تذهب ميزانية الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة؟ ولماذا شكاوى الناس في استمرار؟ ولماذا خدماتكم سيئة؟
الخدمات الطبية في وزارة الدفاع بحاجة لمراجعة.