رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة في مكتبه في جدة اليوم (الأربعاء 2011-03-30) توقيع عقد شركة البلد الأمين مع استشاري الطرح لمشروع مترو مكة "شركة ارنست و يونغ" لنقل نتائج دراسة الجدوى الفنية إلى مرحلة التنفيذ بمشيئة الله تعالى.

وخلصت الدراسة الفنية إلى جدوى إنشاء شبكة قطارات (مترو) تغطي كامل مدينة مكة المكرمة وهي مكونة من 4 خطوط مترو يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلى 180 كيلومترا و 88 محطة وهي بذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكة المكرمة.

وبينت الدراسة إلى أن حجم حركة الركاب في المحطات التي ستخدم المسجد الحرام أعلى بكثير منه للمحطات الأخرى مما يلزم تصميمها بطريقة خاصة .. فعلى مستوى رصيف المحطة سيتم استخدام نظام أبواب مزدوجة مع حواجز زجاجية لتنظيم تدفق الركاب إذ يتم انتظار عدد من الركاب كافي لملئ عربات القطار بين الحاجزين الزجاجيين المجاورين للرصيف في حين ينتظر بقية الركاب خلف الحاجز الثاني في مناطق انتظار مصممة بعناية لاستيعاب الحشود البشرية.

وسيتم السماح لدفعة تالية من الركاب للدخول إلى المنطقة الواقعة بين الأبواب المزدوجة بمجرد أن تصعد المجموعة الأولى من الركاب على متن القطار ومثل هذا النظام ضروري لتنظيم التدفق في المحطات التي سيستخدمها جموع غفيرة من الناس وذلك للحفاظ على سلامتهم.

وأظهرت الدراسة أنه ووفقا للتعداد الأخير للسكان بلغ عدد سكان مكة المكرمة حوالي 1,8  مليون نسمة كما تجذب العاصمة المقدسة حوالي مليونين حاج وأكثر من 5 ملايين معتمر (من الخارج) سنوياً.

وتوقعت الدراسة أن ينمو عدد سكان مكة المكرمة خلال عشرين عاماً ليصل إلى أكثر من 2.5 مليون نسمة في العام 1451هـ ، مشيرة إلى أنه ونتيجة للنمو المتزايد في عدد المسلمين في العالم فمن المتوقع أيضاً أن يصل مجموع الحجاج والمعتمرين إلى 16 مليون بحلول العام نفسه ، كما يفد إلى مكة المكرمة العديد من المواطنين والمقيمين من داخل المملكة مثل جدة والطائف وخارجها لأداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام على مدار العام وخاصة أيام الجمع ، في حين أن المدينة تلبي احتياجات زوارها على مدار السنة فإن فترات الذروة تتركز في شهر رمضان "خاصة العشر الأواخر منه" وفي موسم الحج.

وتلبية لهذا الطلب المتزايد بسرعة يجري حالياً تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام "جهة الشامية" لتصل سعته الإجمالية إلى 1.6 مليون مصلي والذين لا يمكن إسكانهم جميعهم في المنطقة المركزية ضمن مسافة مشي مقبولة وهذا يشير إلى الحاجة إلى تطوير مجمعات سكنية خارج المنطقة المركزية مع توفير سهولة الوصول منها إلى المسجد الحرام من خلال نظام نقل عالي السعة "بالقطارات".

وتشير التقديرات إلى ضرورة أن يتمكن نظام النقل في المنطقة المركزية من تلبية أعلى تدفق في ساعة الذروة المتمثل في خروج حوالي 1,1 مليون مصلي من المسجد الحرام بعد انقضاء صلاة التراويح خلال شهر رمضان.

وبينت الدراسة أن هذا الازدحام الشديد الذي تعاني منه المنطقة المركزية يحتاج إلى معالجة شاملة لتوفير بيئة مناسبة للمشي من وإلى المسجد الحرام مع المحافظة على روحانية المكان وهذا يؤكد على الحاجة إلى توفير نظام نقل عام عالي الجودة لخدمة المنشآت القائمة والمشاريع التطويرية الجديدة في المنطقة المركزية وعلى وجه الخصوص لتسهيل وصول سكان مكة والحجاج والمعتمرين الذين يسكنون خارج المنطقة المركزية إلى المسجد الحرام.

ورأت الدراسة أن ربط هذين القطارين مروراً بالمسجد الحرام أصبح أمراً ملحاً في الوقت الذي يجري حالياً تنفيذ مشروعين هامين للسكك الحديدية على أطراف مكة المكرمة أحدهما قطار الحرمين السريع "القادم من المدينة وجدة" والذي تقع محطته في الجهة الغربية من مكة والآخر هو قطار المشاعر المقدسة والذي ينتهي عند محطة الجمرات شرقاً .

وكانت شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني " شركة مملوكة بالكامل لأمانة العاصمة المقدسة" انتهت الشركة مؤخراً من الدراسة الفنية لإنشاء شبكة للنقل العام بالقطارات (مترو) في مكة المكرمة لخدمة الحجاج والمعتمرين إدراكاً من الشركة بأن تسهيل نقل الحجاج والمعتمرين داخل مدينة مكة المكرمة هي مسألة ملحة وأيضاً لخدمة قاطني المدينة .