أطلقت هولندا أمس أول جائزة سنوية للفلسفة، تمنح لأشهر مفكر فلسفة قدم خدمات للبشرية. ويقوم على تقديم الجائزة كل من مؤسسة "شهر الفلسفة" بالاشتراك مع صحيفة "تراو" اليومية المعنية بالشؤون الدينية والفلسفية بالبلاد.

واختير الهولندي هيرمان يوهان والملقب باسم هانز اخترهاوس( 69 سنة) كأول فائز بالجائزة.

وبجانب جائزة مالية للفائز، سيمنح أيضا فرصة نشر كل مستجداته الفكرية والفلسفية على مدى عامين مقبلين بصورة يومية في صحيفة "تراو"، بجانب عرضها في البرامج الإذاعية، وسيتم تسليمه الجائزة العينية الجمعة المقبل.

اخترهاوس هو أحد أشهر 12 مفكرا بهولندا، ويشتهر بأنه عاشق للمدينة الفاضلة "يوتيوبيا"، حصل على شهادة الدكتوراه عام 1967، وعمل كأستاذ للفلسفة المنهجية في جامعة "توني" حتى عام 2007، عندما قرر التقاعد عن مهنة التدريس والتفرع لتأملاته الفلسفية وصياغة أفكاره، اشتهر بأبحاثه الاجتماعية والفلسفية السياسية وفي مجال التكنولوجيا وعلاقتها بالإنسان، والتي صاغ من أجلها أفكارا تتناول العلاقة بين نداء الآلة ونداء الإنسانية، وكيف يمكن أن تكون الآلة محايدة من الناحية الأخلاقية وبعيدا عن الضغط المعنوي من أجل إصلاح تفكير الإنسان.

صدرت له عدة كتب تركز في مضمونها على التوتر الإنساني بين الأخلاق والسياسة، ففيما يتعلق بالحرب في كوسوفو أصدر كتاب "سياسة النوايا الحسنة" كما له مؤلفات حول فلاسفة أميركيين مثل بورجمان ألبرت، وهوبرت دريفوس، وآنجور فين بيرج، وغيرهم، وله أيضا كتاب تاريخ وجذور النمو في الحيوان.

كما شغلته أيضا المدينة الفاضلة مرات عديدة فأصدر كتابه "المدينة الفاضلة وأسرار المظهر"، والمدينة الفاضلة للسوق الحرة، كما جاء آخر مؤلفاته أيضا حولها وحمل كتابه اسم "إرث المدينة الفاضلة"، أو "تراث يوتوبيا"، والذي قال فيه إن العالم لا يزال قابلا للتحسين، إذا أخذنا على محمل الجد الالتزامات الأخلاقية للآلات والأجهزة التي تحيط بنا، وترجمت كتبه إلى عدة لغات منها الألمانية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، واليابانية، في ظل غياب مطلق عن العربية.