ألقت محاضرة أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الجامعة الإسلامية عن"الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية" الأسبوع الماضي بظلالها على الواقع الثقافي للمدينة المنورة التي ينتظر أن يعود للمدينة دورها الريادي في الثقافة والإعلام طبقا للكاتب نايف فلاح الذي أشار إلى ضرورة أن تخرج من المدينة المنورة صحيفة متخصصة كما يحدث في كل من مكة وجدة والرياض والمنطقة الشرقية، وغيرها من مناطق، وخصوصا أن المدينة المنورة عرفت تاريخيا بهذه التجربة، ولعل أبرزها تجربة صحيفة (المدينة) وقبلها ( المنهل ) أول مجلة سعودية. ويؤكد فلاح أن وجود الصحيفة سيحدث حراكا لافتا سيجمع شتات المثقفين على حد قوله.

ويرى فلاح أنه إذا تحقق ذلك فحتما سوف يوفر حراكا ثقافيا وازدهارا لحركة النشر والطباعة، ومساحة تضمن للإبداع الثقافي والصحفي أن يتحرك بشكل صحيح بما يخدم المشهد الثقافي في المدينة.

هذا المشهد الذي جعل المدينة - حسب رؤية رئيس قسم الفقه بالجامعة الإسلامية ورئيس منتدى المثقفين بأدبي المدينة الدكتور عبدالله بن فهد الشريف- تتراجع عن دورها الثقافي القيادي بسبب قلة وجود المؤسسات الثقافية وقلة المراكز البحثية فيها. ويقول الشريف لـ ( الوطن) : لا يمكن لأدبي المدينة وحده ولا المؤسسات العلمية فيها كالجامعة الإسلامية وجامعة طيبة أن تضطلع بهذا الدور عطفا على المادة العلمية والثقافية الواسعة التي تحتضنها المدينة المنورة.

وذهب الشريف إلى أهمية أن تقوم المؤسسات الثقافية والمراكز البحثية المختلفة في المملكة كدارة الملك عبدالعزيز، ومؤسسة الملك فيصل الخيرية، وغيرهما من مؤسسات بإنشاء فروع علمية لها بمنطقة المدينة المنورة، بحيث تقدم مواد ثقافية بنسخة مدينية تؤكد حجم الحراك الثقافي الذي يفترض أن تعيشه مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

بينما يؤكد رئيس مركز ساب لاستطلاع الرأي العام والبحوث الدكتور محمد بن صنيتان على حاجة المدينة المنورة لمراكز البحوث سواء في القطاع الخاص أو العام والتي بدورها ستفتح مجالا لنقاش ثقافي واسع من خلال الدراسات التي تقدمها، مؤكدا أن إمارة منطقة المدينة المنورة يمكن أن تضطلع بدور كبير في هذا السياق من خلال رعايتها لمثل هذه المراكز البحثية.

ونادى ابن صنتيان بضرورة حماية آثار المدينة المنورة، ومعالمها التاريخية من خلال الاهتمام بها، والاستفادة من زخمها التاريخي في تسليط الضوء عليها.

ويتفق ابن صنيتان مع فلاح حول ضرورة وجود صحيفة تنطق باسم المدينة المنورة يكون منطلقها المدينة المنورة المكان مشيرا إلى أنها ستؤكد حضورها بمجرد تأسيسها.

أما الباحث في مجال المتاحف عبدالمجيد الخريجي فيرى أن أكثر ما تفتقد له المدينة المنورة هو متحف متخصص يمكن من خلاله عرض كل ما يتعلق بالمدينة المنورة من وثائق ومخطوطات ومقتنيات تتوفر لدى مجموعة من أبنائها، إلا أنها لم تعرض حتى اليوم بطريقة تصل لكل الناس. مضيفا أن وجود متحف على مساحة واسعة تتوفر فيه البيئة الفنية أمر ملح جدا ويتوقع أن يوفر لزائر المدينة معلما مهما لا يمكن تجاوزه.

وكانت زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز الأخيرة للمدينة قد أسفرت عن إقرار إشراف دارة الملك عبدالعزيز على مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الخاص بمنطقة المدينة.