هل هناك أي خطورة من مضغ قطعتين من العلكة (اللبان) يوميا مع العلم أنها تحتوي على مادة الكلوروفيل وخالية من السكر؟. يبدو هذا التساؤل مضحكا لحد ما ولا طائل من وراء طرحه، إلا أن أطباء الأسنان يرون غير ذلك تماما، ويجدون أن مضغ العلكة بشكل يومي يتسبب في أضرار بالغة على الصحة. حول هذه الأضرار وإلى أي مدى تتأثر صحتنا بمضغ العلكة يقول لنا الدكتور ميشيل فاراك، طبيب أسنان: إن الفك وعضلات الفم يشتركان في عملية المضغ، ومع التناول المفرط للعلكة يشعر المرء بعد فترة أي على المدى الطويل بألم في الفك أو الشعور وكأن الفك مكبل فعملية المضغ هذه هي بمثابة استهلاك دائم للفك وللعضلات المحيطة به. كذلك ليست دائما العلكة خالية من السكر وعليه فإن ترسب السكر بين الأسنان يمكن أن يسبب أمراض الأسنان واللثة بما في ذلك حدوث تجاويف داخل الأسنان مما ينتج عنها تسوس أو تآكل لطبقة المينا.

يضيف الدكتور ميشيل فاراك: الشيء الذي لا يعرفه الكثيرون أن مضغ العلكة بشكل يومي يسبب مشاكل كبيرة جدا للمعدة، حيث تفرز المعدة العصارة المعدية طوال مدة المضع، حيث إن الجسم يكون لديه انطباع بأن هناك شيئا يؤكل وبالتالي يعطي إشاراته للمعدة حتى تفرز عصارتها، وهذا يسبب قرحا معدية وأوجاعا وأيضا يعطي شعورا بالجوع ومن ثم يأكل الشخص بين الوجبات أو بصورة كبيرة أثناء تناول الوجبات مما يسبب السمنة على العكس مما هو متداول أن الشخص الذي يرغب في إنقاص وزنه عليه بمضغ العلكة حتى يعوض شعوره بالجوع وهي فكرة خاطئة تماما.

ويؤكد الدكتور فاراك على أن المشكلة الأخرى تنتج عن مضع العلكة الخالية من السكر، وهي بالتالي تحتوي على المحليات مثل السوربيتول، وهو يحتوي على سعرات حرارية أقل من السكروز بنسبة الثلث، والفائض من السوربيتول يؤدي دائما إلى خلل في الأمعاء ويسبب الإسهال، فالإنسان بشكل عام لا يجب أن يستهلك أكثر من عشرين جراما من السوربيتول في اليوم الواحد.

من جهة أخرى، يشير الدكتور فاراك إلى أنه قد يصعب تصديق أن مضغ العلكة يسبب الكثير من المخاطر الصحية على الكلى ومشاكل في الرئة وانخفاض نسبة السكر في الدم، وذلك بسبب احتوائها على مواد التحلية الصناعية التي تسبب السرطان لبعض الأجسام القابلة لذلك. كما يحذر الدكتور فاراك من أن مضغ العلكة يصل ببعض الأشخاص إلى الإدمان، وذلك ليس بسبب أنها تحتوي على مكونات إدمان على الإطلاق، ولكن ما يحدث هو إدمان نفسي لمضغ العلكة. ويختم الدكتور فاراك توصياته بالقول: إنه ولكل هذه الأسباب يفضل بطبيعة الحال مضغ العلكة لمن يريد بشكل لا يتعدى مرتين في الأسبوع.