وصف الدكتور عبدالله الغذامي منتقديه بعد محاضرته بجامعة الملك سعود أخيرا حول الليبرالية بأنهم ليسوا سوى كتبة مقالات يومية يقف مستواهم العقلي عند السقف اليومي، وأن ما لاحظه منهم هو نوع من "المراهقة الثقافية، بل إن بعضهم كان على درجة من السوقية والسفاهة في لغتهم وتفكيرهم، وقال الغذامي لـ"الوطن": إن الليبرالية تأخذ جزءا من وقته، وإنه سيصدر كتابا عنها بعنوان "الليبرالية الموشومة" يتطرق خلاله إلى الأسس الفلسفية لليبرالية مع الالتفات للحالة عربيا وسعوديا. مشددا على أنه لا يوجد في السعودية فكر ليبرالي حتى يناقشه.

وأرجع الغذامي سبب الهجوم عليه إلى أن منتقديه لم يدربوا أنفسهم على سماع وجهة نظر تختلف عما يرونه، ويعتقدون رأيهم هو الصواب المطلق، وأن أي اختلاف معهم يواجهونه بالقمع والإقصاء، حسب تعبيره. مؤكدا أنهم ليسوا ليبراليين، بل أدعياء وينطبق عليهم وصف العروي لليبرالية العربية "بأنها ساذجة ومشوشة" وهم كذلك فعلا. ذاكرا أنه لمس ذلك في مقالاتهم بعد تلك المحاضرة.

وعاد الغذامي ليقول "إن هولاء ليسوا ليبراليين لأنهم لو كانوا كذلك لعلموا أن حرية التفكير وحرية التعبير من أهم مبادئ الليبرالية، بينما هولاء ليسوا من هذا ولا ذاك". مشيرا إلى أن منتقديه لا يعون المفهوم الليبرالي من جهة ولا يتمثلون به من جهة أخرى بل إنهم انغلاقيون وإقصائيون وغير قادرين على الانفتاح الفكري.

وحول ما إذا كانت ردود الفعل أشعرته بالضيق، قال الغذامي "لا يغضبني قولهم ولا يفرحني مديحهم لأنني مؤمن بفكرة قل رأيك ولا تبالي". وبين أنه يصنف ضمن صف المثقف الحر المستقل، لذا لا يهتم لردود الأفعال الغاضبة ولا تلك المصفقة.

وجدد الغذامي موقفه من الأندية الأدبية بعد مقاطعة دامت خمس سنوات. مشددا على أنه لن يتعامل سوى مع الإدارات المنتخبة. داعيا وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى توضيح موقفه من انتخابات الأندية لأنه هو المرجع لها، وأن ما سمعه عن الجمعيات العمومية هو كلام ينتظر قراره الرسمي.

وأكد الغذامي أنه في حال أجريت الانتخابات بصيغة صحيحة دون تدخلات من أي جهة تفرض وجوها خاصة، فإنه سيحضر كل الفعاليات التي تناسب ظروفه واهتماماته.

وحول ما إذا كان سيرشح نفسه في حال إجراء الانتخابات قال: نحن جيل العواجيز، أدينا ما علينا ومن الواجب أخلاقيا وثقافيا أن نترك الأمر للشباب والشابات لكي ندخل معهم إلى زمن شبابي وثقافي جديد يلبي طموحاتهم ويفتح آفاق تطلعاتهم. وتابع الغذامي: لم نعد في زمن الترف الفكري والسفسطة الثقافية بسبب ما يجري بالعالم العربي الحالي، وهو أكبر وأعظم من فعالياتنا هذه، وأني لأخجل من نفسي أن أحاضر في وقت أرى فيه شباب الأمة يعيدون ترتيب كل شيء، ولو فعلت لأصبحت مثل من لا يعي ولا يسمع.