تبذل القوى الوطنية في مصر جهودا واسعة لحشد المصريين اليوم بميدان التحرير في مظاهرة مليونية باسم "التطهير" للضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقيام بتطهير البلاد من رموز النظام السابق ومحاسبتهم بمن فيهم الرئيس السابق حسني مبارك.
وفي غضون ذلك أُخضع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق زكريا عزمي للتحقيق أمام فريق من جهاز الكسب غير المشروع.
وتُوصف مليونية القاهرة اليوم بأنها ستضع حدا لتباطؤ المجلس الأعلى في محاسبة المتورطين في قضايا فساد، وترفع عنه الحرج في إخضاع مبارك وأولاده للتحقيق. ودعا مرشد الإخوان محمد بديع الشعب إلى المشاركة في المظاهرة "للمطالبة بالإسراع بتغيير المحافظين، وحل المجالس المحلية والاتحاد والنقابات العمالية، وحل الحزب الوطني وإعادة فتح ملفات نهب أراضي الدولة وبيع القطاع العام والمبيدات المسرطنة، والمسؤولين عن قتل المصريين من خلال تسميم غذائهم وشرابهم وتدمير صحتهم". وفي صنعاء، يتوقع أن يعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم موقفه من المبادرة الخليجية لحل الأزمة في بلاده في خطاب يلقيه في المسيرة التي ينظمها حزبه الحاكم في إطار "جمعة الوفاق"، فيما سيصدر بيان مشابه من قبل الشباب المعتصمين في ساحة التغيير في إطار "جمعة الثبات".
أبقت صنعاء على غموضها بشأن قبولها بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة القائمة بينها والمعارضة، حيث لم تعلن صراحة ترحيبها بالمبادرة رغم لقاء الرئيس علي عبد الله صالح أول من أمس سفراء المملكة وقطر وعمان وتسلمه المبادرة بشكل رسمي. ورحبت المعارضة بالمبادرة باكراً، خاصة بعد أن أدركت أن مضمونها يتمثل في تأمين رحيل الرئيس صالح فقط وليس حوارات بشأن الأزمة. ووصف رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي المبادرة بأنها "معيبة بحق الأشقاء"، فما قال نائب وزير الإعلام عبده الجندي إن "القيادة السياسية في اليمن وعلى رأسها الرئيس صالح تنظر إلى المبادرة بأنها تتضمن مخالفة لأصول الديموقراطية"، التي قال إنها تنص صراحة على انتقال سلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات.
وقالت المعارضة إنها ترى ضرورة إشراك قوى سياسية أخرى في هذه المباحثات، بينها الحراك الجنوبي وحركة تمرد الحوثي حتى يكون للمبادرة نتائج إيجابية، مشيرة إلى أن النقطة الوحيدة التي يجب أن تناقش في الرياض هي إجراءات نقل السلطة وليس الحوار. ورحب اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع المنشق عن الرئيس صالح، بالمبادرة الخليجية، وذلك بعد لقائه بسفراء السعودية وقطر وسلطنة عمان. وقال إنه "بحث معهم جهود دول مجلس التعاون والمساعي المبذولة في المساعدة من أجل حل الأزمة اليمنية". وأوضح الأحمر في بيان أن "اللواء الركن علي محسن الأحمر رحب بالدعوة الخليجية لعقد لقاء بين الفرقاء اليمنيين في العاصمة السعودية الرياض، وذلك على أساس تحقيق مطالب ثورة الشباب السلمية في التغيير وبناء دولة يمنية مدنية ديموقراطية تحقق مبدأ المواطنة المتساوية وسلطة النظام والقانون والأمن والاستقرار في المنطقة".
ويتوقع أن يعلن الرئيس صالح اليوم موقفه من المبادرة الخليجية بشكل رسمي في خطاب يمكن أن يلقيه في المسيرة التي ينظمها حزبه الحاكم في إطار "جمعة الوفاق"، فيما سيصدر بيان مشابه من قبل الشباب المعتصمين في ساحة التغيير في إطار "جمعة الثبات".
وحذرت المعارضة الرئيس صالح " من الاستمرار في التشبث بالسلطة ضد إرادة ملايين اليمنيين الذين خرجوا للساحات والميادين يهتفون برحيله". وقالت مصادر في المعارضة إن الرئيس صالح أرسل وساطات قبلية لقبيلة أرحب يطلب منها السماح بدخول ثلاثين دبابة إلى العاصمة صنعاء من معسكر الحرس الجمهوري، إلا أن القبائل بحسب ذات المصادر رفضت.
وفي الجنوب أحيا الآلاف من السكان أمس فعالية "يوم الأسير" للمطالبة باستقلال الجنوب والإفراج عن المعتقلين في السجون الحكومية بتهمة الدعوة للانفصال، و شهدت مدن الضالع وردفان ويافع والصبيحة والحوطة بلحج ولودر ومودية وزنجبار بأبين والمكلا بحضرموت وعزان بمحافظة شبوة مسيرات سلمية. وفي الضالع التي شهدت أكبر التظاهرات طالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين من أنصار الحراك في سجون السلطة.