لجأت المعارضة الليبية أمس إلى صبغ أسقف سيارات مقاتليها باللون القرنفلي الزاهي لتجنب المزيد من سقوط ضحايا بنيران صديقة، بعد تعرضهم لغارات أطلسية مرتين عن طريق الخطأ. ورفض حلف شمال الأطلسي "الناتو" أمس الاعتذار رغم اعترافه بالتسبب في مقتل 5 من الثوار في البريقة الخميس الماضي.

وتصدت المعارضة أمس لهجوم لكتائب القذافي على مصراتة، ومنعت وصول الدعم للقناصة على مداخلها.




رفض حلف شمال الأطلسي أمس أي خارطة طريق أو مبادرة لإنهاء الأزمة دون أن تتضمن نقاطا واضحة حول رحيل الرئيس معمر القذافي وتركه السلطة، في إشارة إلى إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أول من أمس لخارطة طريق تركية لحل الأزمة في ليبيا وإجراء اصلاحات طويلة المدى.

ولم يوضح الحلف ما إذا كان سيتم قبول دعوة تركيا لحضور المباحثات التي ستجرى في قطر هذا الأسبوع.

لكن المتحدثة باسمه وانا لوجنسكو أعلنت أمس أن الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسين سيشارك في لقاء الدوحة الأربعاء المقبل لبلورة حل وفق الإجماع الدولي. وأكدت أن الهدف الأول والأخير للحلف هو التوصل إلى بلورة مخرج سياسي وليس عسكريا، يتضمن التمسك بحماية المدنيين، وصياغة حل انتقالي للسلطة يرتكز على احترام تطلعات الشعب الليبي. ونفت وجود مأزق للحلف سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، وإنه مستمر في تنفيذه لبنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973.

جاء ذلك في الوقت الذي رفض فيه الحلف الاعتذار للثوار عن مقتل عدد منهم بسبب غاراته، أول من أمس، بالرغم من اعتراف نائب قائد عمليات الأطلسي في ليبيا الأميرال البريطاني راسل هاردينج بوقوع قوات الحلف في خطأ تسبب في مقتل قوات من المعارضة في البريقة، إلا أنه شدد على القول "لن أعتذر".

في المقابل، أكد الثوار أمس أنهم لا يريدون اعتذارات من الحلف لكنهم راغبون في تحسين الاتصالات معه لحماية المدنيين. وقال الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبدالمولى "لم نطلب إطلاقا اعتذارات من الحلف بل مجرد توضيحات ولا نشكك في حسن نيته. يبدو أن هناك انقطاعا في الاتصالات ربما بسبب الظروف الميدانية التي جعلت موقع دباباتنا غير واضح للحلف".

وإزاء ذلك استخدمت المعارضة أمس اللون القرنفلي الزاهي في دهان أسقف سياراتها لتجنب مزيد من الخسائر البشرية جراء النيران الصديقة. وقالت إن إعادة دهان أسقف سياراتهم هدفه تفادي المزيد من النيران الصديقة، بعد تعرضهم للضرب مرتين بطريق الخطأ.

وعلى الصعيد الميداني، بدت أجدابيا أمس شبه مقفرة غداة فرار آلاف المدنيين والثوار منها إثر شائعات عن هجوم وشيك لقوات القذافي عليها، بالرغم من وقوعها في أيدي الثوار. واعتقد الثوار أن الجيش النظامي وصل إلى أبواب أجدابيا وفضلوا الهروب شرقا باتجاه معقلهم في بنغازي. وبحسب الثوار، فإن خط الجبهة لا يزال قريبا من اجدابيا ومصب البريقة النفطي على بعد حوالي 80 كلم إلى الغرب. وتدور معارك شرسة في هذه المنطقة منذ أكثر من أسبوع.

كما أعلنت المعارضة أمس أنها صدت هجوما للقوات الحكومية على المناطق الشرقية لمدينة مصراتة الساحلية، ولكن المعارك دفعت السكان إلى الفرار من المنطقة. وأوضح المتحدث باسم المعارضة حسن المصراتي أن قوات القذافي تقدمت صوب منطقة إقزير المأهولة بالسكان في محاولة لإضعاف سيطرة المعارضة على مصراتة حيث تحتشد العائلات معا في الأحياء الآمنة القليلة المتبقية. وأضاف أنه جرى التصدي للهجوم من ناحية الشرق وأن القوات الحكومية الموالية للقذافي دحرت. وأضاف المصراتي أن مقاتلي المعارضة يحاولون عرقلة خطوط إمداد القوات الحكومية في محاولة لتخفيف قبضة قوات القذافي في مصراتة. وتابع، قسم مقاتلو المعارضة طريق طرابلس إلى أربعة أجزاء باستخدام حاويات ضخمة مليئة بالرمال والحجارة وأنهم بهذه الطريقة نجحوا في منع وصول دعم للقناصة.

من ناحية أخرى قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إنه من المتوقع أن تصل سفينة استأجرتها اللجنة إلى مصراتة خلال 24 ساعة.

كما أفاد مصدر رسمي في موريتانيا أمس أن رؤساء الدول الأعضاء في لجنة الاتحاد الأفريقي حول ليبيا سيجتمعون اليوم في نواكشوط لبحث مخرج للأزمة الليبية. ويرأس اللجنة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز وتضم رؤساء مالي والكونغو وجنوب أفريقيا وأوغندا.