بداية أنا لا أحمل أي شعور سلبي تجاه الوافد أيا كانت جنسيته.. بل على العكس أدين لكثير من الوافدين بالفضل في مشاركتنا البناء في بلادنا.. بعضهم أفنى زهرة شبابه في بلادنا.. أرجو ألا يخرج هذه اللحظة من يقول" أخذوا مقابل أتعابهم" ـ فقط لأنه يندر أن تجد موظفاً في العالم يعمل لوجه الله!
لكن اليوم الذي يستفزني حقيقة ـ وأرجو أن تصل الفكرة بشكل سليم ـ هو أن علاقة الوافد بأنظمة بلادنا ليست كعلاقتنا بأنظمة بلاده.
نحن ـ قناعة أو خوفاً ـ نحرص على التقيد بأنظمة البلاد التي نزورها.. ندرك أن هناك أنظمة لا يمكن لنا، مهما أوتينا من مكانة أو حصانة، أن نتجاوزها أو نقفز عليها.. سواء فيما يتعلق بأنظمة السكن أو السير، أو البيع والشراء.. بل حتى في المصالح البسيطة كالمطاعم والأسواق وغيرها..
اليوم ثمة أشياء يقوم بها الوافدون في بلادنا لا تصدق.. لا تصدق فعلا..
سنلتقط البيان الذي تم نشره والذي يتضمن القبض على عدد من الأفراد حاولوا تهريب وترويج المخدرات إلى بلادنا.. الذي استوقفني عدد الوافدين الذين ارتكبوا هذه الجريمة وعددهم 284 شخصاً!
في غير منفذ في بلادنا.. ثمة لوحة تحذر من الاتجار بالمخدرات.. تهريبا وترويجا.. وأن العقوبة قد تصل لحد الإعدام..
من المؤكد أن التحذير موجه للوافد بشكل مباشر.. فالمواطن يعرف العقوبة جيداً.. لكن كيف يجرؤ هذا العدد الضخم على ارتكاب هذه الجريمة دون خوف؟!
ثمة احتمالان لا ثالث لهما.. إما أن الوافد لا يعلم بالعقوبة إلا بعد دخوله للبلد.. وهذا مستبعد.. أو أن لديه يقينا ـ عن قناعته أو قناعة غيره ـ بأن العقوبات التي يرفعها البلد ليست جادة.. ما زلت حائرا؛ كيف يجرؤ هؤلاء على العبث بأمن بلادنا؟