أفرزت موجة الغبار التي شهدتها المناطق الوسطى أمس، تصريحات متضاربة بين الهيئة العامة للطيران المدني والخطوط الجوية العربية السعودية. ففي حين بثت الهيئة بيانا أوضحت فيه أن الأجواء لم تؤثر على حركة الإقلاع والهبوط في مطار الملك خالد الدولي، أكد مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله الأجهر تأجيل رحلات كانت متوجهة إلى الرياض من جدة مساء أمس.

وقال الأجهر لـ"الوطن" إن الرحلات التي كانت ستغادر من الساعة الرابعة إلى الثامنة والربع مساء، أعيدت جدولة مواعيدها بعد إغلاق مطار الرياض.

وغطت موجة الغبار منطقتي الرياض والقصيم، مستنفرة المستشفيات، إذ أعلن المدير العام للشؤون الصحية في الرياض الدكتور عدنان العبدالكريم حالة الاستنفار في جميع المستشفيات بنسبة 100 % وزيادة عدد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ.

وبحسب الخبير الفلكي الدكتور خالد الزعاق فإن الغبار مستورد من جبال التبت بالصين وجبال زاجروس بإيران، لافتا إلى أن أول محطة له دولة الكويـت ثم تحول إلى دول الجوار كالسعودية والبحرين.




غطت موجة الغبار القادمة من جبال الصين وإيران والمصحوبة بالرياح السطحية سماء مدينة بريدة وكافة محافظات القصيم أمس، مما أدى إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية إلى أقل من 500 متر. وأشار الفلكي الدكتور خالد الزعاق إلى أن الغبار الذي يصلنا الآن غبار مستورد من جبال التبت بالصين، وجبال زاجروس بإيران، وأول محطة له دولة الكويت، ثم يتحول إلى دول الجوار كالمملكة والبحرين. وأوضح أن الغبار ظاهرة طبيعية تحدث عندما يزيد مستوى عصف الريح، وهو من الأمور الفجائية، فلا أحد يدري من أية نقطة يهبّ، ولا في أية ساعةٍ سيتبدّد، وأن أسباب حدوثه قائمة ودائمة تتجمع أحياناً، وتتفرق أحيانا أخرى، لكن تصْنعه وتُثيره عوامل عدة. وبين أنه في السنة الحالية تكاتفت العوامل لموجات الغبار، وغالبا يخرج من رحم الرياح الموسمية التي تنشأ نتيجة لاختلافات محلية في نظام الضغط الجوي، بسبب وجود كتل يابسة كبيرة بجوار مسطحات مائية واسعة، مما يؤدي إلى اختلاف حاد في نظام الضغط الجوي على كل منهما في الصيف والشتاء.وقال الزعاق" من مواسم الغبار الرتيبة في منطقتنا رياح البوارح، حيث تشتد الريح في يونيو ويوليو مع ارتفاع في درجة الحرارة السطحية"، مضيفاً أن جفاف الجو يساعد على إثارة الغبار عكس الجو الرطب.

من جهة أخرى، شهدت أقسام الطوارىء بمستشفيات منطقة القصيم استقبال العديد من مرضى الربو والحساسية ومرضى الجهاز التنفسي. وبيّن الناطق الإعلامي بصحة القصيم محمد الدباسي، أن مستشفيات المنطقة أعلنت استعداداتها لمواجهة موجة الغبار التي تجتاح المنطقة، حيث وفرت جميع المستلزمات المتوقع الاحتياج لها من الأدوية والأجهزة للذين يعانون من الربو.