في الوقت الذي ذهب فيه عدد من ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة إلى أن الاطلاع على التجربة اليابانية أبرز ما يميز دورة هذا العام؛ كونها تجربة مهمة ومثيرة للاهتمام والدراسة، دعوا أيضا إلى مزيد من التنوع الاجتماعي والذي يتمثل في زيادة فعالية مشاركة المرأة والاهتمام بقضايا الشباب, حسب رؤيتهم.

وقال الباحث والمستشار القانوني عبدالحسين شعبان من العراق - الذي شارك في الجنادرية عدة مرات – "إن السنوات الست الماضية شهدت تطوراً نوعياً كبيراً من حيث الأداء وتنوع المدعوين، إضافة إلى المحاور المطروحة والأداء الفني، إلا أن كل ذلك يحتاج إلى مزيد من التطوير والتنوع في التعددية الفكرية والثقافية، بما يشجع طاقات فكرية شابة لكي تتلاقح مع الخبرات والكفاءات المخضرمة التي قدمت جهدها الثقافي على مدى السنوات الماضية".

وطالب شعبان بالمزيد مما سماه بالتنوع الاجتماعي عبر زيادة فاعلية مشاركة المرأة، والتنوع بين الأجيال، والاهتمام بقضايا ومشكلات الشباب والتي ستترك أثرها اللاحق، ليس على المجتمعات العربية فحسب بل على علاقة المجتمعات العربية بالمجتمعات الدولية بحكم العولمة، مضيفاً أنه لابد من إطلالة استشرافية على ما يجري في العالم العربي والعالم أجمع.

وحول أهم المحاور التي تناقشها الجنادرية قال شعبان "إن مناقشة الإسلام فوبيا من أهم المحاور، مقترحاً أن تتناول الفعاليات إلى جانب ذلك موضوع "الغرب فوبيا" وهو الرهاب من الغرب، لأنه بقدر ما هناك نظرة سلبية عن الإسلام في الخارج هناك نظرة سلبية عن الغرب، وهناك من يعتقد أن الغرب كله شر مطلق وهذا غير صحيح. وأشار إلى أنه لا بد من التفريق بين الغرب السياسي الذي لديه مصالح وأيديولوجيات ومحاولات هيمنة وتسيد، وبين الغرب الثقافي الذي هو بمثابة مختبر للعلوم والآداب والفنون والتكنولوجيا وكل ما أنتجه العقل البشري.

ودعا شعبان إلى الحديث عن الإسلام ضد الإسلام، ويتمثل ذلك في استخدام تعاليم الإسلام في أهداف مشوهة وسلبية تضر بالإسلام بحجة التطرف والتعصب والغلو.

من جانبه، وصف الإعلامي العراقي رافع سحاب الكبيسي - الذي يشارك لأول مرة في المهرجان - الجنادرية بأنها تمتاز بالتنظيم والتنوع والتعبير عن المرحلة في المملكة والمنطقة، وقال: نعتقد أن أكثر الحاضرين هم من محبي السعودية والعروبة والإسلام. وأشار الكبيسي إلى أن المجتمع السعودي يحتاج لمثل هذه المبادرات التي تتناسب مع قيمه وتمثل السعودية كمركز مهم في العالم العربي والإسلامي. واتفق الكبيسي مع شعبان في الدعوة إلى تنوع الفعاليات، وإضافة مبادرات أخرى.