يقضي سلطان العتيبي وقتا طويلا من برنامج زيارته للجنادرية في "بيت الخير" للتعرف على أجزاء البيت المترامية الأطراف، والفعاليات المتنوعة فيه التي تقدم صورة بانورامية من تاريخ المنطقة الشرقية. العتيبي يعتبر ذلك فرصة حقيقية للتعرف على تاريخ وتراث المنطقة التي حققت مشاركتها في الجنادرية هذا العام نقلة نوعية من خلال "بيت الخير" المليء بالعديد من الأجنحة والأقسام التي تأخذ الزائر إلى عراقة تاريخ المنطقة وفق رؤية الزائر عبدالله الحمالي الذي قال لـ "الوطن": إن سور البيت العالي وبوابته التي تمثل قلعة تاروت كانا مصدر جذب لزوار المهرجان الذين أقبلوا بكثافة منذ اليوم الأول للافتتاح على بيت الخير المقر الدائم للمنطقة الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية. وبلغ عددهم 20 ألف زائر اطلعوا على ما يحتويه البيت من آثار متنوعة وتصاميم معمارية، وعدد من المخطوطات النادرة والصور التوثيقية التي تعكس ماضي المنطقة وحاضرها.

ويتوقف أحمد العامري عند تصميم البيت واصفا إياه بالروعة حيث جمع البيئة الصحراوية والزراعية والبحرية والصناعية في مكان واحد، ما يعطي الزائر بعدا معرفيا وثقافيا عن تلك المنطقة العزيزة من هذا الوطن حسب قوله.

ويلفت الحرفيون في البيت بمهاراتهم الحرفية الأعناق وهي تستدير مستعيدة نماذج من أعمال كانت تمثل الحراك التجاري والاجتماعي للمنطقة.

بينما يمثل مقهى البيت مصدر سعادة للشاب سعود الحلافي وهو يقف معبرا عن هذه السعادة مستغرقا في اللوحة الفنية التي تقدمها الفرق الشعبية بكل ما تحمله من جمال أهازيج الهولو واليامال من قبل "النهامة والنواخذة" وأناشيد وحداء البادية ورقصات السامري. قضى الحلافي أكثر من 3 ساعات مستمتعاً بأداء الفرقة الشعبية وترنمها بالأهازيج دون أن يداخله الملل. هذه الصورة داخل "بيت الخير" تملأ أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي بالفخر ليصف ما شاهده بأنه صورة مشرفة للمنطقة الشرقية في المهرجان.

العتيبي قال لـ "الوطن" مفصلا في الصورة: "البيت جمع العديد من الآثار كمسجد جواثا وبيت البيعة وسوق القيصرية وتنوع في تقديم ما يحتويه تراث المنطقة الشرقية من ثراء، إضافة إلى ما تشهده من نهضة عمرانية وتنموية وعصرية شاملة، وفي هذا السياق يشير العتيبي إلى جناح مبادرات أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، والمشاريع النسائية وجناح أمانة المنطقة، وعدد من الجهات الحكومية والأهلية والتي كان العاملون فيها على قدم وساق يقدمون كل ما يستطيعون لتمثيل المنطقة بالصورة التي تليق بها"، موضحاً أن بيت الخير استطاع تقديم العديد من المعلومات والمعارف المهمة عن تاريخ المنطقة وتنوعها وبيئاتها الزراعية والبحرية والصحراوية والصناعية وتألفت أجنحته وأجزاؤه بشكل منسجم تعبيراً عن حراك المنطقة.