سلمت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، أول من أمس جائزة "اليونسكو/ الشارقة" للثقافة العربية للعام الحالي، لكل من مدير المسرح السوداني علي مهدي نوري والبروفيسور الفرنسي شريف خزندار.

وعلي مهدي نوري (السودان) هو ممثل ومدير مسرح، أسس عام 2004 فرقة البقعة التي تتنقل في مناطق الحرب في السودان وتقدم مسرحيات يؤديها أولاد جنود أو أيتام حرب. تستخدم أعماله المستوحاة من التراث الثقافي السوداني تقنيات سرد مختلفة، فضلا عن الفلكلور وفن التمثيل الإيمائي. وأشارت لجنة تحكيم الجائزة الدولية إلى أن "هذا العمل عرف استخدام اللغة والثقافة العربيتين (خصوصا الأغاني والقصص) بطريقة مرنة استطاع من خلالها الممثلون الشباب إعادة بناء أنفسهم". والدور الفاعل جدا الذي أداه علي مهدي نوري في المعهد الدولي للمسرح منح عمله اعترافا دوليا.

أما البروفيسور شريف خزندار فهو شاعر وروائي ومدير مسرح سوري مقيم في باريس. أخرج العديد من المسرحيات في سورية، لبنان، تونس ـ المغرب ـ ألمانيا وفرنسا ونشر مئات المقالات، بالإضافة إلى عدد كبير من الكتب والمؤلفات المسرحية، ثم هجر المسرح ليؤسس في عام 1982 في باريس مركزا ثقافيا هو "بيت ثقافات العالم" الذي لا يزال يديره حتى اليوم. وقد لفتت لجنة تحكيم الجائزة الدولية إلى المكانة الخاصة التي منحها خزندار لمظاهر الثقافة العربية في برامج "بيت ثقافات العالم". كما شددت كذلك على إسهامه الكبير والفعال في "الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى منذ ما يقرب من خمسين عاما".

يذكر أن جائزة الشارقة/ اليونسكو تعد من أبرز الجوائز الثقافية التي تمنحها اليونسكو، وأنشئت منذ عام 1998 بناء على توصية من سلطان بن محمد القاسمي، وتمنح كلا من الفائزين 30000 دولار تعد منحة من إمارة الشارقة إلى المجلس التنفيذي لليونسكو، وتهدف إلى تكريم شخصيات أو جماعات أو مؤسسات أسهمت في تطوير الثقافة العربية ونشرها وتعزيزها، إضافة إلى المحافظة على التراث غير المادي للثقافة العربية وتنشيطه.