لا تتعلق المسألة التدريبية بقدرات فنية للمدير الفني وحسب، بل ترتبط كذلك بكفاءة عمله في الجانب النفسي، فيشحذ همم لاعبيه حينما يستلزم الأمر، ويثمن لهم المجهود ويقدر لهم التضحية حينما يجب فعل ذلك، كما ويعاقبهم أيضاً عند التقصير.

من هذا المنطق يمكن فهم إشادة مدرب الدنمارك مورتن أولسن بتحمل وتضحية لاعب وسطه روميدال حيث قال "كان يريد الخروج قبل عشر دقائق من نهاية المباراة لكنه لم يتمكن لأن لاعبين آخرين كانوا يتعافون من إصابات، لعب 90 دقيقة كاملة، لقد كان عملاً بطولياً منه حقاً".

وغير بعيد عن أولسن، يخاطب مارادونا لاعبيه بتعبير "ولدي"، وحتى دومينيك الذي تلقى شتائم من لاعبه أنيلكا التمس له العذر، وأكد أن ما حدث أمر طبيعي في مجموعة تعمل تحت الضغط.

تلك هي اللمسة التي تغيب عن كثير من مدربينا الذين يعتقدون أن قوة الشخصية تكمن في إهمال الجانب الإنساني، وتتجلى في التعالي على اللاعب، وخلق حواجز فاصلة عنه.

وتلك هي اللمسة التي يحتاج لاعبونا أن يعوها، فلا يعتبروا الإشادة بهم دليل ضعف مدرب، أو تأكيداً على حاجته لمجاملتهم ليكونوا في صفه.