يتناول كتاب "يد فاطمة"، الصادر أخيرا مترجما من الإسبانية للغة الدنماركية، مرحلة مهمة من تاريخ المسلمين والعرب في إسبانيا.

وركز مؤلفه الكاتب إيلدوفونسو فالكونس على مدينة "جرانادا" التي تستقطب عددا كبيرا من السياح كل عام لجمال أبنيتها التاريخية وحكاياتها الغريبة المتنوعة، ولكنها في نفس الوقت تخرج منها رائحة العذاب والآلام؛ حيث كانت شاهدة عليها خلال حقبة من الزمن تعود لعدة قرون لا تتجاوز الخمسة كان المغاربة المسلمون الضحية الأولى والأكثر لظلم الإسبان.

يقول الكاتب "إن معظم المغاربة المسلمين اعتنقوا النصرانية تحت ضغط التعذيب وتهديد بالقتل، وكان ملوك الإسبان والقساوسة يلاحقونهم في كل مكان بعد أن سيطروا على معظم إسبانيا، ويسرقون أموالهم ومساكنهم في حال عدم رضوخهم لاعتناق النصرانية. وكان عام 1609 شاهدا على أفظع المجازر ضدهم، إلى جانب ترحيل مئات الآلاف منهم. يعتقد الكاتب من خلال تجسيد عذابات حياة عائلة مسلمة من أصول مغربية أن تلك الحقبة كانت من أبشع الحقب في تاريخ إسبانيا ووصمة عار على جبينها ضد المسلمين. وفي عائلة "حميد" التي اعتنقت النصرانية عنوة ظل الأب يعلم أبناءه العقيدة الإسلامية رغم مقتل زوجته "فاطمة" على أيدي رجال الدين لعدم ركوعها وخضوعها لهم بعد أن اتهمت بالسرقة وقطعت يدها.

ويعود الكاتب إلى زمن العصر الروماني الذهبي من حيث العداوة بينهم وبين المغاربة الذين كانوا يحاربون إلى جانب الإسبان وهانيبعل إلا أن المغاربة المسلمين رغم اعتناقهم النصرانية مرغمين بقوا سرا يؤمنون ويدينون بالإسلام ويحتكمون إليه، وعانوا أبشع أنواع التعذيب عند كشفهم من قبل الشرطة الإسبانية التي كان يتحكم فيها القساوسة. الكاتب وصف الكنيسة الكاثوليكية بصورة قاتمة في إسبانيا، ساردا أشكال التعذيب التي كانت تستخدمها ضد المسلمين كالحرق والجلد، إلا أن فاطمة التي جسدت روح الصبر والعزيمة والتمسك بالعقيدة هي محور الكتاب.