أخونا الحاضر الغائب/ محمد السحيمي، لديه عقدة كبيرة من ارتداء "البشت".. سألته عن السبب، فأجابني ساخرا: "لأنه يذكرني باللحظات الحزينة في حياتي"!
قبل أربع سنوات كان لدي ورقة عمل في ملتقى التنمية البشرية الأول الذي أقيم في أبها برعاية أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد.. أثناء وجودي على المنصّة لقراءة ورقة العمل كنت مرتديا البشت.. حينما جاء وقت المداخلات وقف السحيمي معرفاً بنفسه: "أنا زميل الشيحي بدون بشت"!
عاهدته من يومها ألا أحضر أو أشارك في ندوة أو محاضرة مرتديا "البشت".. لكن يبدو أنني سأنقض عهدي، إذ كنت أحد حضور المحاضرة القيّمة "منهج الاعتدال السعودي" التي ألقاها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في الجامعة الإسلامية الأسبوع قبل الماضي.. بعد المحاضرة ركبت الباص مع الدكتور عبد الله العثيمين واللواء عبد القادر كمال وبقية الحضور.. وعند باب الباص تم منعي من الركوب لأنني لا أرتدي البشت!.. لحظتها قلت بصوت خافت" حسبي الله عليك يا محمد السحيمي".. ويبدو أن موظف الأمن ظن أنني أقول:" أنا من طرف محمد السحيمي" فسمح لي بالدخول!
ما الذي أريد قوله اليوم؟! ـ الذي أود قوله إن "البشت" له قيمته المعنوية في ثقافتنا ومشهدنا الاجتماعي ولا شك.. لكنني لا أرى ثمة مبرراً أن يقوم وكيل وزارة ـ مثلاً ـ بارتداء البشت طيلة اليوم والليلة.. قلت الجمعة الماضية إن أحد وكلاء الوزارات الذين تم تعيينهم حديثاً، لكثرة ما رأيته مرتديا "البشت" بدأت أشك أنه ينام به! ـ وهنا المشكلة، حينما يظن الموظف أن هذه المرتبة الوظيفية رفعته عن الناس، وبالتالي لا بد أن يرتدي ما يميزه عنهم!
أبدا لا يمكن لي أن أتخيل مسؤولا يقوم بجولة على مشاريع وزارته أو منطقته وهو يرتدي البشت.. ما علاقة البشت بمشاريع تحت الإنشاء؟!