يبلغ وطننا هذا العام 82 عاما منذ أن أعلن ذلك الرجل الاستثنائي عن توحيد هذه البلاد مترامية الأطراف في دولة واحدة منهجها الإسلام.

لم يوحدها هو وأبناء الوطن رجاله بورقة من مستعمر أو عطاء من مندوب سام بل شابت اللحى واختلط الدم بالعرق.

راهن المحللون والمتابعون في كل عقد على سقوط الدولة فخيب الله توقعاتهم.

ذاق أجدادنا طعم الفقر لسنوات فزاد إيمانهم بربهم وإخلاصهم لوطنهم..

بنى السعوديون وطنهم بفضل الله وليس لأحد فضل عليهم، هم ينتقدون حالهم دائما لأنهم يريدون الأفضل وهذا سر تقدمهم.. أسكتنا أعداءنا ألف مرة، وشُتمنا فصبرنا، لم ننزلق أبدا للزلل أو الصغائر.

خدمنا الحرمين فسجلنا في التاريخ تفانينا، وأكرمنا حتى أعداءنا.

لله درك من وطن تسود فيه الفضيلة وتختبئ فيه الرذيلة.. لله درك من وطن تتوقف فيك الحياة خمس مرات يوميا لتخشع قلوب الناس لخالقها..

رحم الله عبدالعزيز وكل رجاله الأبطال، سلموه سالما جيلا بعد جيل وحموه بالغالي والنفيس.. حير الأعداء وأكرم الأصدقاء..

عندما سألني ولدي ماذا ستكتب في أول مقال في السنة الجديدة قلت له: عن أغلى شيء بعد ديني، فابتسم ظانا أنه عنه، لا يا ولدي هو وطني.