الروح من أمر ربي حقيقة قرآنية.. قرأت آراء مختلفة بشأن دية المرأة ورأيت أن دية المرأة نصف دية الرجل. ولم أجد حديثـا أو دليلا فقهيا ساطعا على أن الإسلام حدد دية المرأة بأنها نصف دية الرجل فالقرآن خاطب المرأة والرجل على حد سواء قال تعالى: (المسلمون والمسلمات والمؤمنون والمؤمنات) والواو هنا تقتضي المساواة في الخطاب، وأستغرب قلة الدراسات والبحوث في هذا الشأن.

القضية ليست امرأة ورجلا، إنها الروح، فهل الروح التي تزهق بفعل فاعل لها مواصفات تختلف بها المرأة عن الرجل...

إن الروح سر إلهي لا يعلمه إلا الله فالقتل بحد ذاته عمل إجرامي لأي روح وهذه الروح التي هي من أمر ربي كيف يكون الاختلاف في تقديرها؟ أم أن للرجل روحـا وللمرأة نصف روح! ثم هل حدثت في عصر الصحابة حالات لقتل المرأة ودفع بها نصف الدية؟ بل إن الفقهاء يتحدثون عن سكـوت الخلفاء الراشدين على مدى مائة عام من وجود الخلافة ولم يـرد في صحيـح مسلم ولا البخاري تمييز في دية المرأة والرجل، وليس في ذلك حديث مرفوع ولا موقوف ولا مستند ولا معلق ولا من أحـاديـث الدرجـة الأولى في مسلـم (أحاديث الأصول) وأحاديث الدرجة الثانية (التوابع) بل إن أحاديث السنن الأربعـة داوود والتـرمـذي والنسائي وابن ماجه ليس بها تمييز ولا عند المحدثين الكبار بعد القرن الرابع الهجري.

هناك حديث واحد ضعّفه الألباني مرتين، وفي النهاية إذا كانت دية المرأة نصف دية الرجل مدخلها حديث ضعيف فما هو السبب وهل هي تفرقة عنصرية من أحد المحدثين المتأخرين ولماذا يطبق حديث ضعيف لم يرد في أي صحيح ليوثقه، ثم إن العقل لا يستوعب أن الله العدل ورسوله عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام لم يأتوا على هذا الأمر.

تبقى المرأة في الحياة وفي الممات مختلفا عليها والغريب أنه في التكاليف هناك تساو.

لكنّ الله يا نساء المسلمين.