تقول حركة حماس على لسان القيادي محمود الزهار إن غزة لم تعد تنفع مكانا للانتفاضة، بمعنى أن غزة انسحب منها الاحتلال، وأن الضفة التي ترزح تحت الحكم العسكري الإسرائيلي تتلاءم مع الظروف الجديدة، إذا ما اتفق الفلسطينيون على إطلاق انتفاضتهم الثالثة. المؤشرات لا توحي أن هناك انتفاضة ثالثة، إذا بقيت النوايا منقسمة بين غزة ورام الله. فالرئيس محمود عباس لا يرى آفاقا لانتفاضة ثالثة، وهو ما صرح به قبل أيام، والزهار - أي حماس - لا تريد المشاركة بانتفاضة تنطلق من الضفة، بمعنى آخر لا انتفاضة في الأفق، وكل ما يُصرح به من هنا وهناك لا يعدو كونه للاستهلاك المحلي، وإن ما يجري في العلن من اجتماعات في عمان بين السلطة وإسرائيل واللجنة الرباعية الدولية، سيكون غطاء لما هو متفق عليه في بعض العواصم، الشيء الذي يذكرنا باتفاقات أوسلو، وما نتج عنها.

وكما كان للأسرى في سجون الاحتلال الدور الهام في تحقيق المصالحة عبر وثيقتهم الشهيرة، سيكون لهم الدور في توحيد الكلمة الفلسطينية، وهو ما عبر عنه الأسير مروان البرغوثي في رسالته لمناسبة الذكرى الـ47 لانطلاقة فتح، ناعيا عملية السلام، ومؤسسا لمرحلة مقبلة عبر استراتيجية فلسطينية وطنية جديدة، واعتبار عام 2012 عام المقاومة الشعبية السلمية واسعة النطاق في مواجهة الاستيطان والعدوان وتهويد القدس والحصار والحواجز، ومواصلة العمل في الأمم المتحدة لانتزاع عضوية دولة فلسطين في كافة المحافل الدولية وفي الأمم المتحدة، وعدم التراجع أمام الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وإسرائيل.