أحد أهم أسباب هبوط مستوى الرياضة السعودية عامة والكرة السعودية خاصة هي الفوضى الإعلامية السائدة، ودخول ما هب ودب للمجال الإعلامي سواء المرئي منه أو المقروء واختلاط الحابل بالنابل، حيث انتشرت الأخبار المغلوطة والإشاعات الكاذبة والقصص المفتعلة في محاولات للتأثير على الرأي العام وصناع القرار.
المضحك المبكي في نفس الوقت أن كل من يفتعل ما سبق، يدعي المثالية والحيادية في الميول والموضوعية في الطرح والوطنية في التوجه، والغريب أن ذلك الكذب والتلفيق وتزييف الحقائق يتم علنا وعلى رؤوس الأشهاد وأمام مئات الألوف من المشاهدين والمتابعين بدون احترام لهم وبدون حياء أو خجل من الكاتب لنفسه أو تاريخه (إن كان هناك تاريخ).
وكل ذلك يتم لأنه غلب الميول لناديه على المصلحة العامة وأمانة المهنة والقلم بل زاد على ذلك حرصه على مصالحه الشخصية وتقاطعاتها الكثيرة.. ما نلاحظه هذه الأيام انتقال ذلك العمل من الفردية إلى الأسلوب الجماعي المنظم بين الكثيرين ممن يحملون نفس المواصفات وعلى طريقة "شد لي وأقطع لك".. ما يفعلونه وسيفعلونه هو إغراق الساحة الرياضية بالحقد والكراهية وفتح ملفات نحت في غنى عنها وستدمر الرياضة وسيزرعون ذلك في نفوس الشباب وخصوصا صغار السن.. فالرياضة لم تعد رياضة وتحتاج إلى مخلصين يخلصوننا من هذا الداء الذي انتشر كانتشار السرطان كفانا الله وإياكم إياه.
بعد أن اتضحت الرؤى في القسم الأول من دوري زين واقتصرت المنافسة على أربعة فرق وهي الشباب والهلال والأهلي والاتفاق على تحقيق بطولة الدوري هذا العام، تشهد مباريات تلك الفرق مع بعضها صراعات كبيرة وصدامات عنيفة لتحديد البطل بل إن مباريات تلك الفرق مع ناديي النصر والاتحاد اللذين فقدا الفرصة في المنافسة عامل مهم في تحديد البطل بعد أن ضمنا البقاء ضمن فرق المنطقة الدافئة... هل سيحددان البطل؟.. في الجانب الآخر سنشهد تنافسا شرسا من باقي الفرق باستثناء الأنصار الأقرب للهبوط من الهروب منه.
رغم اتساع رقعة المنافسة على بطولة الدوري هذا الموسم خلافا للموسمين السابقين ودخول أربعة فرق في دائرة المنافسة إلا أن المستوى ضعيف من الناحية الفنية باستثناء بعض المباريات التي لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، شاهدنا مباريات هابطة في المستوى مصحوب بأداء ركيك من اللاعبين المحليين والأجانب على حد سواء وهو ما سيجعل الفترة الشتوية ساخنة على مستوى الاستبدال والتبديل في قوائم اللاعبين الأجانب والذين سيتغير منهم أكثر من عشرين لاعبا على الأقل.. وذهبت الأموال التي صرفت عليهم وهي في تقديري الشخصي تتجاوز الأربعين مليون ريال في أقل تقدير هباء منثورا.. وسلموا لي على الاحتراف.