رغم الدعوات التي لاحقت بها وزارة الشؤون البلدية والقروية الرجال لحثهم على تسجيل بياناتهم للانتخابات البلدية، إلا أنهم غابوا ولم يسجلوا حضورا لافتا في أول أيام قيد الناخبين أمس. وعلى العكس، حضرت النساء في مدن مختلفة للمطالبة بحقهن في الترشيح، متجاهلات استبعاد اللجنة العامة للانتخابات لهن.

حيث حاول عدد منهن الدخول إلى مراكز انتخابية في مدينتي مكة المكرمة وجدة، إلا أنهن ووجهن بمنع سبقه حوار هادئ مع مسؤولي تلك المراكز.

وبدا مشهد الغياب طاغيا على مراكز عدة في مدن المملكة، في حين لم يسجل بعضها أي حضور في الساعات الأولى من بدء القيد أمس. وفي الرياض اختفت مظاهر التقنية في عدد من المراكز، بخلاف ما شهدته في الدورة الأولى، واكتفى مسؤولوها بمنح زائريهم ورقة "طلب قيد ناخب" تثبت تسجيله والاحتفاظ بها إلى حين يوم الاقتراع، من دون استخراج بطاقة ناخب.




فوجئ العاملون بالمركز الانتخابي رقم 473 بجدة بأكثر من 30 سيدة أمام بوابات المركز، يطالبن بتسجيلهن كناخبات في الدورة الحالية للانتخابات البلدية.

وخرج مدير المركز الانتخابي عبدالعزيز الغامدي، مهرولاً للقائهن بعد اضطراب ساد العاملين في المركز، وبدأ بتحية السيدات، مؤكدا لهن أنه لا يملك قرار السماح بإشراكهن في العملية الانتخابية، ولا تتوفر لديه الأماكن المهيأة لاستقبالهن.

ورصدت "الوطن" مطالب السيدات بحقهن في الانتخاب، وفي عجالة وقبل تمكنهن من دخول المركز، منع المدير السيدات من الدخول إلى القاعة المخصصة للرجال، وسط إصرار من السيدات اللاتي حملن لافتة عليها "من حقي أن أشارك".

وانتقدت النساء اللاتي تجمعن أمام المركز، التهميش الحاصل للمرأة في الانتخابات البلدية، وأن نظام الانتخابات لم يورد نصا يحرمهن من المشاركة.

ولفت مدير المركز إلى أن قرار منع النساء من الانتخاب، خارج نطاق الجهات المشرفة على الانتخابات، وهو غير مخول بالسماح لهن بالدخول أو الاختلاط مع الرجال.

وأوضح الغامدي أن حضور النساء إلى المركز يعبر عن وجهة نظرهن. وحول عدم ورود نص صريح يحرم المرأة من المشاركة، قال الغامدي "لي مهام خاصة ألتزم بها".

من جهتها قالت نائلة العطار "إنه لا يوجد نص صريح يحرم المرأة من المشاركة في الانتخابات البلدية، وإن النساء جزء من نسيج المجتمع وتمثل المرأة أكثر من 55% من عدد السكان ومن حقها المشاركة في الفعاليات الوطنية". وشاركت المرشحة الافتراضية للسيدات في المجلس البلدي فاتن بندقجي في الحضور للمركز، وعبرت عن رغبة كل النساء في المشاركة التنموية التي تشهدها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين، مشيرة إلى أنهن من حقهن المشاركة، ومناقشة القضايا الخاصة بالمرأة بحيث تمثل المرشحة شقيقتها في طرح قضايا يعجز الرجال عن فهم طبيعتها.

وأضافت بندقجي أن نساء جدة جئن للتعبير عن أحقيتهن في التصويت بالانتخابات أسوة بالرجال، مبينة أن المرأة لديها نفس كفاءة الرجل وذات الجهد والاستعداد لخدمة وطنها، وأنهن طالبن في لقاءات عديدة مع المسؤولين اقتراح إعطاء المرأة فرصة للمشاركة في الانتخابات من دون أي اختلاط وتلقين وعودا بدراسة الأمر.

وفي مكة تجمع عدد من السيدات عصر أمس أمام المركز الانتخابي رقم (412) بمدرسة ابن تيمية في حي الرصيفة مطالبات بالسماح لهن بالمشاركة في الانتخابات البلدية حاملات شعار (شركاء في الوطن ـ شركاء في التنمية) و(من حقي أن أشارك)، ولم يجد القائمون على المركز الانتخابي إلا أن يبعد حارس المدرسة السيدات خارج أسوار المدرسة.

وأكدت المتجمعات إلى "الوطن" أن نظام الانتخابات البلدية لم يمنع المرأة من المشاركة في الانتخابات، فكيف يتم حرمانهن من حق مشروع كفله لهن النظام بحجة عدم إكمال التجهيزات؟ مطالبات المسؤولين بإعادة النظر في قرار منع المرأة والسماح لها بالمشاركة، خاصة وأنهن بعد حرمانهن من المشاركة في الدورة السابقة حصلن على وعود أكيدة بالمشاركة في الانتخابات الحالية مشيرات إلى أن النساء يشاركن في انتخابات الغرف التجارية الصناعية وانتخابات مؤسسات الطوافة.

وظلت النساء المتجمعات خارج أسوار المدرسة أكثر من ساعة دون أن يجدن من يستمع لهن ويعرف مطالبهن.

وفي المدينة المنورة توجه أمس عدد من السيدات لمقر الاقتراع بمركز الأمير سلطان الاجتماعي للمطالبة بالتسجيل بقيد الناخبين للمشاركة في المجالس البلدية، وبلغن رسالتهن لرئيس المركز وأكدن في رسالتهن أن هناك نساء بالمدينة يرغبن بمشاركة إخوتهن الرجال بتفعيل الانتخابات وبناء مصلحة الوطن.

وبيّنت أمل عبدالله زاهد أنهن يرغبن في المشاركة ببناء الوطن، وأن التجمع لهدف تسجيلهن بقيد الناخبين للمشاركة في الانتخابات البلدية لأنه – حسب قولها – لا يوجد نص قانوني يمنع ذلك.