أبدى المشاركون الأجانب في معرض ومؤتمر التعليم العالي إعجابهم بالاهتمام بالتعليم العالي في السعودية، مشيرين إلى إعجابهم أيضا بالشباب السعوديين وما لمسوه من اهتمامهم وحرصهم على مستقبلهم الدراسي وقالوا "جميل أن نرى هذا التطور الحاصل بشكل سريع ومتصاعد في التعليم العالي بالمملكة".

جاء ذلك في ختام فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي أمس، والذي شارك فيه ممثلو أكثر من 372 جامعة، وحضور أكثر من 55 ضيفا من القيادات الأكاديمية ومديري المؤسسات التعليمية والجامعية في مختلف أنحاء العالم، عبروا جميعا عن رضاهم التام عن أداء المعرض والمؤتمر. وإجمالا فقد حققت فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في نسخته الثانية هذا العام، نجاحا متميزا تمثل في العدد الكبير من الجامعات الذي شاركت فيه، إضافة إلى الإقبال الجماهيري الكبير والذي وصل إلى نحو 300 ألف زائر.


تغير نوعي

الأصداء التي وجدها المعرض والمؤتمر الدولي بدأت في التشكل منذ ساعاته الأولى، فقد لمس الزوار والمشاركون تغيرا نوعيا في تصميم مساحات المعرض وتوزيعها بشكل أتاح مجالا أوسع للتجول على الرغم من العدد الكبير للجامعات العالمية المشاركة والمتواكب مع زيادة أجنحة الكليات والجامعات المحلية، إضافة إلى تخصيص مساحات خاصة لكافة ملحقيات المملكة في الخارج وهي الفكرة التي تطبق للمرة الأولى ونالت إعجاب الكثير من الطلاب الزائرين من المنتسبين إلى برنامج الابتعاث.

كما شهدت نسخة هذا العام إشادة كثير من المتحدثين في الندوات وورش العمل بالبرنامج العلمي، معتبرين أنه خلق نقاشات مفيدة وأوجد كثيرا من الأفكار التي ينبغي استغلالها للنهوض بحركة التعليم العالي في مختلف الدول.


حركة دؤوبة

وعلى أرض المعرض وممراته، يكون المشهد العام أكثر قدرة على وصف حجم المناسبة، هناك دائما حركة دؤوبة لم يكل عنفوانها حتى اللحظات الأخيرة من يوم الجمعة "اليوم الختامي"..استمرت أجنحة الكليات والجامعات السعودية في حشد كوادرها الشابة وأعضاء هيئات التدريس فيها لاستقبال الزوار الذين يتزايد عددهم مع مرور الوقت، فيما الجناح الرئيسي لوزارة التعليم العالي يضج بحركة لجان العمل والطلاب الذين يلتقون مباشرة بالملحقين الثقافيين للمملكة والمتواجدين أغلب الوقت في أجنحة الملحقيات. وتنوع جمهور المعرض، ولم يعد مقتصرا على الجامعيين وطلاب الدراسات العليا؛ بل أصبح من المعتاد رؤية مثقفين وكتاب صحفيين وشخصيات معروفة في مجالات التربية و الرياضة والإعلام والأدب والصحة، إضافة إلى طلاب المدارس والعائلات، وهو ما يشير إلى دخول المعرض في نطاق مفهوم الفعالية الأكاديمية المتخصصة ذات الطابع الاجتماعي والثقافي، والتي تستجيب لشريحة واسعة من المواطنين والمقيمين الراغبين في رفع مستوى وعيهم بمجال الدراسات العليا والمضي قدما فيه.





مشاركة فاعلة

وعبر عبدالله الخراشي عن رضاه عن مشاركة جناح جامعة الفيصل في المعرض، كما أشارت عضوة هيئة تدريس جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة عبير الطلحة إلى أن مشاركة الجامعة كانت فاعلة في هذا المعرض، مؤكدة أن مشاركة العام المقبل ستكون نوعية مع اكتمال الكليات الجديدة التي تعزز من رسالة الجامعة كجامعة نسائية. ولفتت الطلحة إلى توقيع اتفاقيات مع شركة أرامكو، كاشفة عن استعداد الجامعة لتدشين أكبر مكتبة إلكترونية في العالم وهي معلومة ستكون متوفرة بشكل أكثر وضوحا للجمهور في جناح الجامعة للعام المقبل.

وبين عبدالحق حايف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أن الاهتمام الخاص الذي يحظى به المعرض كفل له النجاح والتميز من حيث الاهتمام بالمعرفة والعلم وعدد الحضور والاستقبال والتغطيات الصحفية، مشيرا إلى أن الجناح قام بالتعريف بالمنظمة وأنشطتها في مجالات التربية والثقافة والعلوم والمعلومات والاتصال عبر أكثر من 100 نسخة من منشورات المنظمة والمراكز الخارجية التابعة لها ومجموعة مطويات ذات الصلة بجانب إصدارات متعلقة بالتعليم العالي.

وقال حازم النعمان من جناح الجامعة الأميركية بالشارقة، إن التنظيم كان ممتازا، مشيرا إلى أن المعـرض كـان مفيـدا في استقطـاب طلاب جدد والتفاعل المباشر مع الشبـاب الراغبين في الدراسـة، منـاديا بتعزيز الاهتمام بالجامعات العربية خـلال الدورات المقبلة، واقترح أن يكون المعـرض على فترتين، وهو الاقتراح الذي تكـرر كثيرا من المشاركين.


تعاون الجامعات

وإضافة إلى مشهد الشلال الضوئي المائي في جناح جامعة الدمام، فإن أحد أبرز الملامح التي يمكن ملاحظتها في المعرض كانت العلاقة التي صنعها، ليس فقط بين الجامعات المحلية والعالمية، بل بين الجامعات العالمية وبعضها بعضا.

وقالت البروفيسورة آنا ترامنتانا من جامعة سابينزا روما الإيطالية، إن جناحها تواصل مع ما لا يقل عن 10 جامعات أوروبية تم الاتفاق معها على برامج مشتركة للتعاون الأكاديمي والتبادل الطلابي، وهو ما أكده كذلك مدير عام القبول والتسجيل في جامعة أستراليا الوطنية تيم بكت والذي وفر له المعرض فرصة اللقاء مع جامعات أميركية وأوروبية ويابانية، إضافة إلى الجامعات السعودية.

وفيما أبدت البروفيسورة الإيطالية المتخصصة في الكيمياء الحيوية إعجابها بالشباب السعوديين وما لمسته من اهتمامهم وحرصهم على مستقبلهم الدراسي، علق المسؤول الاسترالي قائلا "جميل أن نرى هذا التطور الحاصل بشكل سريع ومتصاعد في التعليم العالي بالمملكة".

في جانب آخر، قال المشرف على جناح كويست لانغويج الكندية مارك تاسليمي" لقد كان معرضا رائعا، أعتقد أننا تعرفنا على احتياجات الطلاب السعوديين وفهمنا ثقافتهم وعرفنا كيف نستقطبهم وسنعمل على وضع خطط ملائمة لهم في العام المقبل، المهم أن يعرف الجميع متطلبات بعض برامج الدراسات العليا".


الحاجة إلى دعاية

ومع اقتراب المعرض من نهايته، أصبح التحرك أكثر صعوبة مع ازدياد العدد من الذين يتحركون سريعا ويحاولون الخروج بأكبر حصيلة من المعلومات بينما يبدأ بعض مشرفي الأجنحة في الاستعداد للمغادرة من أجل اللحاق برحلات طيران، في الوقت الذي يستمر فيه آخرون بالشرح المفصل دون كلل أو ملل لشباب وشابات يتحدثون الإنجليزية بطلاقة ويسألون أسئلة محددة.

وترى سهى الحربي وهي طالبة مبتعثة قدمت خصيصا من جدة، أن المعرض كان مفيدا لها من حيث المعلومات عن الابتعاث وإجراءات التسجيل والإقامة وغيرها، مطالبة بزيادة أيام المعرض ليتمكن جمهور مناطق المملكة من حضوره. وقال عبدالعزيز وهو أحد أبناء مؤسسة موهبة فيرى، إن المعرض بحاجة إلى دعاية أكثر نظرا لما يحمله من قيمة علمية وجامعية، فيما أشار مروان وهو من كلية الفارابي إلى أنه خرج بكمية غير قليلة من المعلومات التي ستساعده على دراسة خياراته المستقبلية، مقترحا في الوقت نفسه زيادة الوقت ليلا ويرجع ذلك إلى أن "الدوام" يمنع الكثيرين من الحضور صباحا، بينما طالب مشارك ياباني بأن تكون فترة العرض من الصباح إلى الخامسة عصرا.