ما بين بيروت ودبي, تكون حيرة الإعلاميين السعوديين للانتقال هناك للإقامة العملية الاختيارية, لكنهم في ازدياد, وكل عام يزدادون عن الذي سبقه.

بدؤوا من مذيعي قناة العربية وطاقمها الذي يعمل هناك منذ بداية تأسيسها، إضافة إلى العاملين في مجموعة MBC, ثم التحق الدكتور سليمان الهتلان بهم وتبعه آخرون من مختلف القطاعات الإعلامية, ليشكلوا نواة حقيقية للمبدعين السعوديين خارج وطنهم.

هجرة العقول الإعلامية والصحافية السعودية تتنامى, وستزداد أكثر في حال عدم توفير بيئة إعلامية مبدعة تقوم بتطوير المهارات أو تقدم ضمانات للإعلامي، حتى هيئة الصحافيين السعوديين, التي كانت أملاً لهم، أصبحت قطعة تراثية في حي الصحافة في الرياض.

رؤوس الأموال المهاجرة قد تعود, وأحياناً تستثمر أضعافها في الداخل, لكن العقول المهاجرة بالتأكيد تترك خلفها مئات علامات الاستفهام: لماذا لم تتم الاستفادة منها في بلدنا المعطاء؟

إنهم يبحثون عن شيء مفقود, هم وحدهم من شعروا أن دبي وفرته لهم, ونحن نترك الإجابة لهم فقط..

إنهم ينتظرون، مثلما ننتظر، المدينة الإعلامية التي سترى النور, ينتظرون معها أن يؤمن الجميع بالإعلام, وانتهى عهد النظرة التي يعتنقها أفراد وجماعات يؤمنون أنهم وحدهم على الحق.

السعوديون أصبحوا محط أنظار العالم, والإعلامي السعودي فاق التوقعات بنجاحاته وقدراته، بل أصبح منافساً لصحافيين يعملون في مؤسسات إعلامية لديها مئات السنين من الخبرة. لكنه يحتاج للدعم المعنوي, تماماً مثلما نقدم الدعم والاحتفاء والمساندة للإعلامي العربي، لمجرد أن لديه قدرة على تسويق نفسه.